هذه العبارة هي الأكثر شيوعاً وانتشاراً في العراق هذه الأيام تحديداً، يردّدها الكبير والصّغير، الحاكم والذي في المعارضة، السّياسي وغير السّياسي، حتّى لقد سرت عدوى المصطلح الى زعماءِ الأحزابِ والكُتل!.
لماذا؟!.
قبل الإجابةِ ينبغي ان ننتبهَ الى الحقائقِ المهمّة التّالية؛
أولاً؛ بعضهُم يقولها للتّغطية على فشلهِ في تسويقِ مشروعهِ، فهي حصان طروادة التي يهرب عليها الفاشلون.
ثانياً؛ وآخرون منهم يقولونها للتّغطية على مشاركتهِ في مشروع ٍلم يتيقّن بعدُ ما اذا كان صحيحاً ام سقيماً؟ فهو ينتظر ردود الفعل قبل ان يُشهِر عن موقفهِ الحقيقي، فهي بالون اختبار بالنسبة لهُ بمعنىً آخر.
ثالثاً؛ امّا القسم الثّالث، فيقولونها لإشغال السّاحة وتحديداً أنصارهُم لحين يستلم [الباص] من هذه القوّة الإقليميّة او تلك الدّولية.
رابعاً؛ وقد يكون الحقُّ مع كثيرٍ ممّن يكرّرها، فالساحة السّياسية العراقية متذبذِبة، والمزاج العراقي غير مستقر، والتدخّلات الخارجيّة المتقاطعة حدّ التّناقض كثيرة لا يُمكن قراءتها بهذه السّهولة ولذلك تفاجئ التطورات حتّى اللّبيب التي تتركهُ حيراناً.
امّا الاسباب؛
الف؛ فإِمّا لأَنّهُ يستقي معلوماتهُ من مصادر غير دقيقة، ومن المعلوم والواضح فانّ الرُّؤية والرأي والموقف يتوقّف على المعلومة فهي عادة حجر الزّاوية فيها، فاذا كانت غير دقيقة فسيأتي التّحليل الذي يسبق الموقف غير دقيق وبالتالي يُفاجأُ المرءُ بالواقع الجديد.
باء؛ او انّهُ يستقي المعلومة الصّحيحة ولكنّهُ يُفسّرها على هواه فهو لا يفهمها كما هي وانّما كما تشتهيها نَفْسَهُ او كما يتمنّى ويرغب.
جيم؛ او انّهُ يعرف نَفْسَهُ جيداً انّهُ يمتطي حمارَ غيرهِ، والذي قد يأمرهُ صاحبهُ بالنّزول منه متى ما يَشَاءُ؟ وكيف ما يَشَاءُ؟ ولكنّهُ، مع ذلك، يحاول ويحاول ويحاول فقد تنجح إِحدى محاولاتهِ فيقرّر صاحب الحمار تسجيلهُ باسمهِ فيعود قائداً بطلاً مغواراً فاتحاً!.
دال؛ او انّهُ يعتمد على قناةٍ وَاحِدَةٍ فقط يستقي منها الاخبار، فلا يسعى لتوسيع قنواتهِ، وهو في هذه الحالة يرى شيئاً وقد غابت عَنْهُ اشياءً.
انّ حال السّادة النواب (الذين اعتصَموا) لا يبتعد عن واحدٍ او اكثر من هذه الاسباب والحالات، فباستثناء نوّاب التيّار الصّدري، فانّ الآخرين يعرفون حق المعرفة انّهُ ليس هناك بينهم وبين زعيم التيار ايّة قرابة سياسيّة لا في المنهج ولا في الأدوات ولا في حركتهِ الاحتجاجيّة الحاليّة [بغضّ النّظر عن الصحّ والخطأ] ومع ذلك فانّهم حاولوا رَكوب الموجة على اعتبار انّها الاعلى اليوم والأطول من بين كلّ الموجات التي تتقاذف الدّولة، يلتقطَها القاصي والدّاني، حتّى اذا وصلهم بيانهُ اليوم عِبرَ وسائل التّواصل الاجتماعي، جنّ جنونهُم مُعتبرين الذي يحصل هو انقلابٌ على ثورة الاصلاح!.
هم يعرفون جيداً أفضل من غيرهم انّهُ ليس في الخطوة الجديدة ايّ تغييرٍ ولا انقلابٍ ولا هم يحزَنون، ولكنّهم تصوّروا فأخطأوا وظنّوا فخابَ ظنّهم وحاولوا ففشَلوا.
أفضل لهُم ان يتأكّدوا في المستقبل من موطئ اقدامِهم، فاللّعبة مكشوفةٌ والمحاولاتُ فاشلةٌ! وصدقَ مَن قال؛
رَحِمَ الله آمرئ عرِف قدرَ نَفْسهِ!.
وانّ من اكثر ما يُضحكُ الثّكالى في القصّة هو عندما يُطلقُ احدهُم كذبةً للنّاس فيصدّقها هو ولا يصدّقها سواه!.
وحقّاً قالَ أَميرُ المؤمنين عليه السلام؛
{مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ، وَمَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ، ومَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ}.
٢٠ نيسان ٢٠١٦
للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar
WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920 |