بدأ السيد مقتدى الصدر حركته المكوكية أول الأمر ، بالتعاطف مع المتظاهرين ، واصدار البيانات الداعمة والمؤيدة ، وهو بذلك لم يختلف عن باقي الزعامات والكيانات السياسية بادئ ذي بدء..
بعد ذلك ، وبخطوة ذكية! حاول أن يستثمر الفراغ الذي خلفه انسحاب المرجعية الدينية من المشهد السياسي ، وسخط الناس الحاصل من جرّاء ضعف اجرائات حكومة العبادي ، وخيبتهم منها رغم حصولها على فرصة تاريخية في اجراء التغيير والاصلاح..
فدخل الصدر بقوة على خط الاحتجاجات وحشد انصاره والمتعاطفين معه ، ومن هناك في ساحة التحرير هدد بدخول المنطقة الخضراء ، وتوعد \"بالشلع\" و \"الشلع قلع\" وما إلى ذلك..
ثم تقدّم خطوة إلى الأمام ، ودعا إلى الاعتصام أمام الخضراء ، لكنه وعلى طول حركته هذه ، أبقى على \"شعرة معاوية\" مع العبادي ، لأنه يعلم ان في حالة قطعها ، فان عليه أحد أمرين .. فاما ان يذهب الى النهاية فيحاول اقتحام الخضراء ويسقط الدولة كلها ، وهذا ليس بالأمر الهيّن، لأن المواجهة المسلحة وسفك الدماء سيكون حتماً محتوماً!! وبالتالي سقوط ورقته \"السلمية\" الرابحة ، مع تحمل نتائج المعركة أيا كانت؟
او انه سيتراجع عن وعده ووعيده خالي الوفاض ، مع بقاء الكتل السياسية الرافضة لحركته على مواقفها غير المعلنة!
أغلب الظن ان السيد الصدر سيبحث عن مخرج ما؟ من هذا المأزق السياسي الذي وضع فيه نفسه ، لحفظ ماء الوجه أمام جمهوره ، الذي وعده بما لم يستطع تحقيقه!!! |