تحية الشعب ...

(حكومة نحس رعاتها انحس من فيها ,دولة غنية رعيتها افقر ما فيها  .

تمتد ايدي الرعاة لتستقطع باستجداء , وتارة اخرى تستقرض دون حياء ,فتدقع الرعية بكل عناء ).

لقطات الصورة ...

في السابق هناك نظام بائد ,كافر ,مجرم, فاسق , غيب ,همش ,اقصى ,وانتهك الاعراض ,فتصور افعاله بكل رذيلة .

حاكمه في احد الايام تملق لشجرة خبيثة ,فاراد ان يكون ورقة في احدى اغصانها , وبمجرد ان  امتصت منه زينتها , وضعته بريح اول خريف .

تشدق مع الرعية ,فقطع عنهم عصب الحياة ,ثم اسقاهم طعم الممات ,فساقهم الى وادي الهلاك .

ولكنه ضمن قوت الشعب بزيادة , فتكدست المؤنة ,ووفر الدواء مجانا بعياده .

وفي ظل الظروف العصيبة هاجر الكثير من اصحاب الشهادات حتى قال احدهم :

(العراق عبارة عن جوهرة وذهب , مستقبلا يسلم بيد المافيا الذين بعضهم يحملون عناوين المراتب العلمية ,ولكنهم في الحقيقة ليس من اهلها) .

واما المعتقل استاذ الاقتصاد الذي كان يعذب كل ليلة في معتقل النظام , فبعد عودته من التعذيب يحيطه زملاء السجن ,فيقول :

(العراق بحاجه الى نصف سارق ,النصف الاول له ,والاخر للشعب سيعيش الكل بخير ).

انتهى نظام الحزب الواحد بقدرة الله سبحانه وتعالى على يد الشجرة الخبيثة التي تملق لها .

والنتيجة اعدم  الحاكم ,فنقل الى القبر وحسب شهود عيان ...بعد ايام خرج من قبره كلب اسود  .

وهناك اخر من نظامه ...بعد دفنه في وادي السلام ,شوهد صباح اليوم التالي : 

قبره مفتوح ,فخرج حيوان على هيئة اسد يحمل جثته ,فنهش لحمه ومزقه قطعة ..قطعة .

             (سلطة حكام من عدة احزاب بقيادة الشجرة الخبيثة )

عاد المهاجر لزيارة اهله واصدقائه ,فقال لصديقه : هذه زيارة وسأعود الى الغرب !

ـ عجيب , الدكتاتورية انتهت ,فلماذا تذهب ؟

ـ الشجرة ستقتل كل مفكر ووطني , وكما قلت سابقا ستبقى مافيا ,ويحكم البلد من  تريده , وستصمت كل منافس بشعار اسرق ما تشاء من خيرات البلاد ولا تعارض , سيكبلون الوطن بديون , ويهلكون المواطن .

ـ الصديق , يعني كسابقهم ؟

ـ المهاجر , يقسمون الى لص وعميل , ومزدوج الى ان يجثم الاخير على الكرسي .

ـ الصديق , الا يوجد شريف ؟

ـ المهاجر , الشجرة ستزج العراق في حروب , فتجعله اقسام  ...والشريف سيذهب الى جبهات القتال يحرر العرض والارض .

واردف ....

هناك قسم اخر يتصف بالنفاق يبرز العضلات ,فيرتدي لباس الابطال ,ويظهر على  شاشة التلفاز, ليعلن  بانه معهم ,وهو اول محارب لهم كما يحارب الشعب بقوته .

ومرت سنوات وتحقق كل ما قاله الاستاذ المهاجر ,فاتصل هاتفيا بصديقه :

ـ  كيفك عزيزي . 

ـ ازهوا بانعدام البطاقة التموينية  مع زيادة ميزانية الدولة .

ـ المهاجر , اصبر , وانتظر ستتبخر شيئا فشيء , كما تبخر عود البطاقة التموينية , سيلحقون بدخل المواطن , سيفرضون الضرائب , سيباع حتى الدواء  الى ان يهلك الشعب .

ـ الصديق , العجيب يقولون دكتور فلان , والظاهر كما وصفتهم سابقا .

ـ المهاجر , تأكد بان كل شخص فيهم لا يمتلك  طاولة وكرسي عندما كان خارج البلاد , فقسم منهم يعمل على اجهزة استنساخ كعامل ,واخر يعمل بقال وووو.

وماذا تنتظرون من حفات لا يدركون  معنى الحكم ,السلطة ,السياسة , المساواة في توزيع خيرات البلاد بين الرعية .

ـ الصديق ,فاقد الشيء لا يعطيه ,ولنا رب كريم يحمي البيت ومن فيه ,ويقضي على كل ظالم وسارق من الشعب وقوته .