بعد أن تيقنت أن أذان السياسين والحكومه صماء لاتسمع لتوجيهاتها التي سبق وأن قالت فيها
إن للصبر حدود ،وان أصواتنا بحت من أجل قيام الحكومة بواجبها في إدارة الدولة ومحاربة الفساد ومحاسبة كبار المفسدين ، وأنها لم تجد في السنوات الماضية أذان صاغية تستمع وتنفذ توجيهات ونصح المرجعية الأبوي ،قالت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالامام علي السيستاني قولها بشكل واضح في مقاطعة الحكومه والطبقه السياسيه بشكل كامل بعد الان، حيث قررت المرجعية الدينية العليا أن لا تكون الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (السياسية) بشكلٍ أسبوعيّ ولكن بحسب مستجدّات الأمور ومتطلّباتها ،
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بتاريخ 5 فبراير 2016 التي كانت بإمامة السيد أحمد الصافي
الذي قال"كان دأبنا في كلّ جمعةٍ أن نقرأ في الخطبة الثانية نصّاً مكتوباً يمثّل رؤى وأنظار المرجعيّة العُليا في الشأن العراقيّ، ولكن قد تقرّر أن لا يكون ذلك أسبوعيّاً في الوقت الحاضر بل حسبما يستجدّ من الأمور وتقتضيه المناسبات“ .مكتفيا بقراءة دعاء أهل الثغور للأمام السجاد عليه السلام بدل الخطبه السياسيه وهي أشاره للتذكير بالخطر الذي لا يزال يهدد ألعراق هو (الحرب ضد داعش) وهذا مايحمل المرجعية ويضع على أكتافها عبء (تزاحم الأهميات أو دفع أفدح الضررين /كقاعدة فقهية عقلائية ) !فأذا كان زعماء ألأحزاب والساسة والفاسدين (ضــرر) فخطر داعش على العراق الان (أضــر) منهم ويجب التصدي لهم بكل قوة من أجل تحقيق النصر الحازم والحاسم أن شاء الله بجهود قواتنا المسلحة وفصائل الحشد الشعبي الأبطال،ولكن ليس معنى هذا أن المرجعية سوف تسكت عنهم ابدا.
ومن ناحية أخرى نجد أن هناك أصوات تتعالى من هنا وهناك تريد أن تحمل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف مسؤولية فشل الطبقة السياسية الحاكمة التي تحكم البلد منذ 2003 وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة كون ان المرجعية كانت توجه دائما الشارع الى دعم بناء الدولة واحترام القانون وحصر السلاح بيد الحكومة ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين وتوفير الخدمات لجميع المواطنين ومنع العراق من السقوط بحرب طائفية كادت أن تقع بعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين عام 2006 وضرورة تشكيل الحكومة بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي واطيافة ،وغيرها من المواقف الوسطية التي يشهد بها القاصي والداني فضلا عن فتوى الإمام السيستاني بالجهاد الكفائي بعد أن كادت بغداد ومن يحكم في المنطقة الخضراء وأربيل ومدن مقدسة تسقط بيد تنظيم داعش الإرهابي.
وهنا نقول لمن تسول له نفسه النيل من مرجعيتنا أن المرجعية الدينية في النجف الاشرف خط أحمر لن نسمح لكم المساس به وهي التي كان وسوف يكون لها الكلمة الفصل في تحديد مستقبل العراق والايام سوف تثبت هذا الكلام. |