اخترع «حمد بن عیسی» لجنة أسماها بالمحايدة لتكون بديلاً لوفد تقصي الحقائق الذي كان من المقرر أن ترسله مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة. تقول «نافي بيلاي» رئيسة المفوضية حسب خبر نشرته وكالة الصحافة الفرنسية بأن «حمد بن عیسی آل خلیفة» طلب منها عدم ارسال هذا الوفد وقد لبت طلبه لأنها تدعم قيام لجان التحقيق المحلية ذات المصداقية. حمد أدعى بأنه استشار مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في تشكيل لجنته لكن اتضح من تصريح بيلاي بأنه في الواقع طلب منها عدم ارسال الوفد لأنه تعهد لها بأنه سيقوم بتشكيل لجنة من خبراء دوليين ستتولى المهمة التي كانت ستناط باللجنة التابعة للأمم المتحدة ما يثير الاستغراب أن بيلاي انطلت عليها الخدعة وقبلت بتشكيل لجنة من احد طرفي الصراع وأعربت عن ثقتها بأن اللجنة التي شكلها حمد ستتوافق مع المعايير الدولية لأنها مشكلة من بعض الاشخاص اللذين تعرفهم ومن بينهم اثنين شاركا في التحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في ليبيا رغم ان من ارسلوا لليبيا كانوا مستقلين ولم يكونوا ضمن لجنة شكلها القذافي لا یدري ماذا سيكون تعليقها أو تعليق الادارة الامريكية لو ان القذافي او الاسد شكلا مثل هذه اللجنة؟ أو أنهم لا زالوا يعتبرون حمد ليس ديكتاتوراً وان ما يجري يقوم به اشخاص من حكومته وهو ليس له دور في القمع؟ تحترم هذه المرأة لأنه كانت لها مواقف خلال الفترة السابقة من الانتهاكات التي ارتكبت في البحرين ولكن يبدو ان مواقفها من حكام الدول لا تختلف عن مواقف الامم المتحدة منهم او لنكن اكثر دقة لا تختلف عن مواقف مجلس الامن اللذي تسيطر عليه الدول الكبرى وعلى رأسها امريكا فالحاكم اللذي يغضب منه مجلس الامن يصبح منبوذاً من المجتمع الدولي والامم المتحدة اما الحليف فإذا ارادوا محاسبة نظامه على انتهاكاته فلن تطاله هو شخصياً مثل هذه المحاسبة لذلك رحبت بيلاي وامريكا بتشكيل حمد لهذه اللجنة ومن المتوقع اذا ما كتب لهذه اللجنة تحقيق نجاح ما فإن المحاسبة لن تتجاوز اكباش فداء في النظام لذلك لتعد بالذاكرة للوراء عندما كان الجيش منتشراً في الشوارع ويعذب الناس في السجون الخليفية. لماذا كان الجنود يتلثمون؟ ولماذا كان المعذبون يتلثمون ؟ ولماذا قوات الشغب المجنسة لم تكن تتلثم؟ لأن النظام كان من البداية قد حسب حسابه لإمكانية تشكيل مثل هذه اللجنة فحمى نفسه وحمى جلاديه الرئيسيين والجنود ذوي الاصول البحرينية من أن يكونوا أكباش فداء. أما اكباش الفداء المحتملة فغالبيتها ستكون من المجنسين وخصوصاً ذوي الأصول الاسيوية. |