• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : القرضاوي أكثر "عثمانية" من أردوغان .

القرضاوي أكثر "عثمانية" من أردوغان

لا يمر حدث في تركيا، الا ويكون للشيخ يوسف القرضاوي، رأي فيه، وهذا الراي، على طول الخط یصب في صالح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ظالما کان ام مظلوما، في تبن غريب وعجيب لمواقف وممارسات وافكار اردوغان وحكومته، بل نرى وبشكل اغرب واعجب کیف يوظف القرضاوي حتى القران والاحاديث النبوية والتاريخ الاسلامي في خدمة سياسة اردوغان، فكثيرا ما يستشهد بالايات القرانية والاحاديث النبوية الشريفة لتبرير هذه السياسة.

توظيف الدين بهذا الشكل الفاضح لتجميل افعال وممارسات سياسية ودنيوية لشخص ما ، لمجرد انه ينتمي للحزب الذي ننتمي اليه، يشكل اكبر كارثة دينية ودنيوية اصابت المسلمين في عصرنا، بعد ان تحول الدين الى “العوبة” بيد من يدعي انه يرفع راية الاسلام “الحقيقي” ويكفر باقي عباد الله، حتى لو كانوا يصومون ويصلون ويحجون ویقرأون القران، وبسبب ذلك كفر المسلمين بعضهم البعض، واسترخصوا دماءهم واعراضهم، فاخذ يقتل بعضهم بعضا دون رحمة او شفقة.

ان مسؤولية امثال القرضاوي في شق وحدة المسلمين، كما يحدث الان في العالم الاسلامي، كبيرة وخطيرة، واذا ما فلت منها اليوم بفضل اسياده في قطر والسعودية وتركيا والناتو، فانه لن يفلت منها عندما سيقف امام علام الغيوب والمنتقم الجبار، الذي سيقتص منه، لما فعله من فتن طائفية وفوضى واضطرابات بين المسلمين ، فكل قطرة دم تراق في سوريا وليبيا والعراق والبحرين، يتحمل مسؤوليتها القرضاوي وجميع علماء السوء، الذين ادخلوا من شاؤوا في الاسلام واخرجوا من شاؤوا من الاسلام، وكفروا من شاؤوا من الحكام والهوا من شاؤوا من الحكام، وحللوا الاستعانة بالناتو والاجنبي على قتل المسلمين ، كلها بتوظيف الدين من اجل اغراض حزبية وطائفية بغيضة.

القرضاوي، الذي يذبح وينكل تلامذته بالعراقيين والسوريين والليبيين اليمنيين ليل نهار، لم يرتد له طرف رغم عشرات الالاف من جرائم تفجير السيارات المفخخة، والاجساد النتنة، التي ازهقت ارواح مئات الالاف من المسلمين الابرياء، ومنهم العلماء من امثال العلامة ومضان البوطي والعلامة نمر باقر النمر، بل والادهى من كل ذلك تبريره هذه الجرائم من خلال ايات قرانية واحاديث نبوية، ولكن عندما يأتي دور رفيقه في الحزب والحقد الطائفي المدعو اردوغان، ويفجر “داعشي” من الذين رباهم اردوغان ومحوره القطري السعودي، نفسه وسط اسطنبول، ويقتل 10 سياح اجانبهم بينهم 9 المان، فاذا بالقرضاوي ينتفض ويلعن كل من يقف وراء هذا الحادث ويدعو لرفيقه بالحزب اردوغان ولتركيا بالخير والسلامة حيث كتب في موقعيه على الفيسبوك وتويتر، قائلا: “اللهم احفظ تركيا المسلمة من شر الأشرار وكيد الفجار، ورد سهام المتآمرين عليها الى نحورهم، واشغلهم بأنفسهم، وقنا شرهم بما شئتَ وكيف شئتَ”.

القرضاوي نسي او تناسى، ان تركيا الذي يدعو لها ، علمانية ، بينما العراق وسوريا واليمن وليبيا، التي يدعو عليها، فدساتيرها تعترف بالاسلام دينا رسميا لها، واذا اردنا ان نتحدث بلغة طائفية وغير انسانية كما هي لغة القرضاوي ومن على شاكلته فنقول ان قتلى اسطنبول هم من “الكفرة” وقتلى العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر والبحرين هم جميعهم من المسلمين، فلماذا لم تاخذك الحمية لدماء المسلمين فيها؟

نقول للقرضاوي ان الغيث اوله قطر ثم ينهمر، فان ما شهدته اسطنبول هو اول الغيث، وان قادم الايام سيحمل لاردوغان وحزبه الذي دمر سوريا الى جانب قطر التي تتولاك والسعودية التي تمتدحها ليل نهار، المزيد من الدمار والقتل والفوضى، فالنار التي اشعلها اردوغان، بتحريضك انت ودعاة الوهابية وعلماء السوء، ستصل الى جميع مدن تركيا، وعندها سيضع الشعب التركي حدا لجنون العظمة لرفيقه بالحزب، وعندها علينا ان تدعو على الشعب التركي كما تدعو اليوم على العراقيين والسوريين واليمنيين والبحرينيين والليبيين والمصريين.

على القرضاوي الا يستغرب اذا ما عاثت “داعش”، التي رباها اردوغان في حضنه، فسادا في تركيا، فان الله يمهل ولايهمل، فسياسته المجنونة والطائفية نشرت فيروس “داعش” حتى داخل تركيا، فقد أظهر مسح نشرت نتائجه يوم الثلاثاء 12 كانون الثاني/ يناير، أن نحو عُشر الأتراك لا يعتبرون “داعش” منظمة إرهابية وأن أكثر من خمسة في المئة يوافقون على أعمالها.

الجهة التي اجرت المسح هي مركز السياسة العامة والاستراتيجية في أنقرة، حيث حمل المسح عنوان “الاتجاهات الاجتماعية في تركيا” وشارك فيه 1500 شخص من مختلف أنحاء تركيا خلال نوفمبر تشرين الثاني، وفي اجاباتهم على الأسئلة قال 9.3 في المئة من المشاركين إن “داعش” ليست تنظيما إرهابيا بينما قال 5.4 في المئة إنهم يؤيدون أنشطتها.

وقال 21 في المئة إن “داعش” يمثل الإسلام بينما قال 8.9 في المئة إنهم يرون “داعش” كدولة أو ولاية.

واعرب سليمان أوزيرين رئيس مركز السياسة العامة والاستراتيجية الذي أعد البحث عن قلقه من العدد الكبير من المؤيدين لأنشطة “داعش” في تركيا.

نتمنى على القرضاوي ورفيقه اردوغان ان يقرءا نتائج هذا المسح، عسى ان يكفا عن سياستهما الطائفية التي اغرقت المنطقة بالفوضى، ليس من اجل مصر بلد القرضاوي الذي تركه منذ عقود ولا من اجل المسلمين في العراق وسوريا واليمن وليبيا والبحرين، على الاقل من اجل تركيا التي يريد اردوغان ان يعيد فيها سلطان اجداده العثمانيين، والذي اظهر القرضاوي انه يتعصب لهذه “العثماينة” اكثر من اردوغان، ولكننا نشك ان يرعوي اشخاص من امثال القرضاوي واردوغان، فمثل هؤلاء الاشخاص باعوا انفسهم للشيطان الطائفي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72986
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 30