عرضت اليوم الأحد مسرحية " مدينة في ثلاثة فصول- سوريا" كأول عرض مسرحي يستهل به في مهرجان المسرح العربي 2016 الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح وتستضيفه الكويت في دورته الثامنة 10 - 16 يناير .
ومسرحية " مدينة في ثلاثة فصول " للمخرج الشاب عروة العربي، عن نص "احتفال ليلي خاص في دريسدن" لمصطفى الحلاج، الذي أعدّه للمسرح كفاح الخوص.
وتحكي المسرحية قصة أشخاص محتجزين في قبو ملهى ليلي خوفاً من القصف الذي تتعرض له المدينة، بانتظار فرق الإنقاذ التي ستأتي لأخراجهم.
و بنظرة عامة على مسرحية " مدينة في ثلاثة فصول " فهي ذات بناء سينمائي أكثر من كونها بناء مسرحي وهذا يعود إلى نصها المأخوذ من نص كتب عن مكان وأحداث أوروبية للكاتب مصطفى الحلاج.
و من العتبة الأولى للمسرحية سنجد أنها تشير إلى فصول الطبيعة بما ترمز له بدلالة مواربة عن فصل رابع تم إجهاضه و بوضوح أشد ربيع فاشل خلق الفصول الثلاثة في حين كان المفترض به أن يزهر و يثمر و يحضر بما يحضر به الربيع لكن العرض يبقى مفتوحا للتأويلات فقط ويلتزم الإنفتاح على أوجه عدة.
المسرحية في ديكورها الوحيد " القبو " طيلة العرض تشير إلى توقف الحياة لدى الناس في مواسم الحرب عند آخر شيء رأوه و آخر مكان كانوا فيه.. ربما ليحكم عليهم القدر بما شاء وتتناوبهم في ذلك المكان ثلاثة فصول مسكونين بأمل النجاة و أمل الفصل الرابع " الربيع" الذي كما يصوره العرض لن يأتي إلا في حياة أخرى لكن اللحظة الراهنة والفعالية التي يجب على ممثلي المسرحية أن يعيشونها " الفصول الثلاثة" لم يتعلموا بعد أن يعيشونها لأنه ما من سيد في هذه الفصول الثلاثة يحكم الموقف سوى الخوف والرغبة في البقاء فمن كانت رغبته في البقاء أكبر سيكون له الحظ في الحياة أكثر ومن لم يتعلم كيف يعيش من أجل نفسه ولو مرة واحدة سيجد الموت ألف طريقة ليصل إليه. |