لقد عانت الانسانية عبر تاريخها من عارات كثيرة يندى لها جبين الانسان , وتتألم بسببها الضمائر الحية , الا ان ماتعانيه الانسانية اليوم من عار شنيع يتمثل بالحركة الوهابية الارهابية , وحكام ال سعود هو عار لامثيل له في التاريخ , وان العجب كل العجب من السكوت المطبق , والتعتيم المتعمد المطلق , للجرائم التي يقترفها هؤلاء كل يوم وفي جميع انحاء العالم تقريبا , فالحركة الوهابية تمثل الاب الروحي للارهاب في العالم , والراعي الاساسي له بكل ما تملكه من امكانات مادية هائلة , وفكر فاسد ومدمر , بالتعاضد مع ال سعود حكام الشر والرذيلة والكراهية والجريمة , فهذه اليمن وشعبها مازالت تعاني الامرين من عدوان ال سعود على شعبها وارضها وسيادتها واستقلالها , وهو ليس العدوان الاول ولكنه الاخير ان شاء الله , وهذه سوريا , والعراق , والبحرين , ولبنان , وايران , وافغانستان وغيرها .
ان شعب الجزيرة والحجاز العربي الابي يعاني الامرين من هؤلاء المجرمين , فالاعدامات على قدم وساق حتى في المجال الجنائي , اذ يتم تنفيذها في الشوارع امام الناس , ولا تتورع هذه المملكة من رفع شعار ( الله , المليك , الوطن ) فهي تشرك بالله تعالى علانية , متهمة الاخرين بالشرك والكفر كي تمهد لقتلهم وتحرض الجهلة من مجرميها عليهم .
كان الشيخ النمر داعية حقوق مدنية , آمن بالطرق السلمية في النضال , وتشهد على ذلك مواقفه المعروفة , ولم يكن الا مدافعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين من ابناء شعبه , ولكن الروح الطائفية التي تتسم بها سياسة هذه المملكة , ومن ورائها الحركة الوهابية الخبيثة هي الطاغية في التعامل اليومي مع المواطنين , والتي ادت وتؤدي الى كل هذا الظلم والعدوان وسفك الدماء , واعتقال وسجن الاحرار والمثقفين والمعارضين , وحتى المواطنين العاديين , بل والاعتداء على دول الجوار وتصدير الارهاب اليها لم يكن الا على اساس طائفي لعين وبغيض ومدمر .
تفقد الانسانية اليوم رمزا من رموز النضال السياسي السلمي , وداعية من دعاة الحق والحرية والكرامة والعدل والمساواة , وذلك بعد ان اعلنت السعودية اعدامه اليوم السبت الثاني من شهر كانون الثاني عام 2016 , لذا ندعو جميع الاحرار في العالم ليس فقط الى شجب واستنكار هذه الجريمة البشعة , بل وندعوهم الى التصدي بكل ما أوتوا من قوة للفكر الوهابي المتخلف الشنيع , والى فضح كافة الممارسات اللاانسانية واللااخلاقية التي يمارسها ال سعود خلافا لكل القوانين والاعراف والاخلاق الانسانية والدولية المعروفة .
واننا اذ نطالب جميع المنظمات الانسانية والدولية على العمل المتواصل للتصدي لهؤلاء المجرمين , فاننا نتوجه بالدعوة الى منظمة الامم المتحدة الى شجب واستنكار هذه الجريمة فورا وعلنا , لأن السكوت على الجريمة ايا كانت هو جريمة اكبر , وان الساكتين عليها مشتركون فيها حكما.
جاسم المعموري
كاتب وناشط في مجال الحقوق المدنية
رئيس منظمة النخبة العربية
الولايات المتحدة
2\1\2016 |