• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : تدهور في العلاقات بين أنقرة وبغداد، مراوغة تركية وإصرار عراقي .

تدهور في العلاقات بين أنقرة وبغداد، مراوغة تركية وإصرار عراقي

 اثار التوغل العسكري التركي في محافظة الموصل شمالي العراق غضب العراقيين بكل أطيافهم وسط اصرار الجانب التركي على تعنته ومراوغاته، حيث جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده بان "تركيا لن تسحب قواتها من معسكر بعشيقة في العراق"، فيما أصر العراق على سحب كامل القوات التركية من أراضيه وهو بصدد تقديم شكوى ضد تركيا في مجلس الامن، بسبب توغلها داخل الاراضي العراقية مشيراً إلى أن ذلك "يعتبر انتهاكا صارخا لأحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وخرقاً لحرمة الأراضي العراقية ".

المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني، شجب دخول قوات تركية الى العراق وشدّد ممثله السيد أحمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة على أن "الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمُبرّرات وعليها اتباع الأساليب المناسبة في حلّ ما يحدث من مشاكل لهذا السبب".

الهدف التركي هو ربط نزاع في اكثر من هدف

وفي حديث خاص لوكالة "شفقنا" اعتبر الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين ان الهدف التركي من خلال ادخال قوة قتالية الى العراق هو ان تقوم بما يمكن ان يسمى بربط نزاع في اتجاه اكثر من هدف، الهدف الاول ان هناك تخوف تركي من ان تضم الموصل الى اقليم كردستان في حال تم تحريرها كما فعلوا مع كركوك من قبل ومع سنجار، وهذا بالنسبة لتركيا امر غير مرغوب به ابدا ويرون انه يشكل خطرا على أمنهم القومي من خلال توسيع الدولة الكردية في العراق واحتمال اتصالها بشكل اوثق بالكيان الكردي في شمال سوريا، هذا الوجود الان هو وضع اصبع في ما يمكن ان يرسم بالنسبة لمستقبل الدولة الكردية في العراق".

واضاف "الهدف الثاني، ان تركيا تريد ان يكون لها الكلمة الاولى وان تكون هي الراعية وليس السعودية في حال تم تحرير الموصل والتوجه نحو رسم خريطة جديدة للعراق يكون فيها مكان لكيان سني".

اما الهدف الثالث، يقول نور الدين، فهو ان تركيا تريد ان تتواجد في منطقة لا يمكن للروس ان يتدخلوا فيها لأنها خارج نطاق عملهم في سوريا، وليس لدى الجيش العراقي القدرة على مواجهة هذه القوى لانها بعيدة عن مناطق تواجدهم، وبالتالي هي محاولة اعادة خلط الأوراق من خلال تثبيت حضور ونفوذ في منطقة في العراق في مواجهة طرفين اساسيين هما روسيا وايران".

وقال "لذلك اردوغان لا يريد الانسحاب لانه يريد تحقيق هذه الاهداف ويرى انه في ظل وجود حكومة عراقية عاجزة عن المبادرة بشكل يحمي سيادة العراق فبالتالي ليس هناك من يقف بوجهه خصوصا وان هناك حليف له ضمني داخل العراق وهو مسعود البارازاني".

الكرة اليوم أصبحت عند الحكومة العراقية

واعتبر نور الدين ان "المرجعية - وبعد نداء التعبئة العامة-  بعد غزو داعش للعراق، فإنما لتدارك ضعف الحكومة المركزية، وعلى اثر ذلك تم انشاء ما يسمى الحشد الشعبي و"النقطة الاساس الآن هي الضغط على الحكومة العراقية لكي تقف وقفة صلبة تليق بكرامة الانسان العراقي ضد التوغل التركي، وبالتالي فإن الكرة اليوم عند الحكومة المركزية في بغداد وليس عند الاتراك.

واعتبر نور الدين ان "الحكومة العراقية عاجزة عن المواجهة العسكرية وبالتالي هي تسلك - كما يظهر حتى الآن-  سلوك الشكاوى الديبلوماسية الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن واكثر من ذلك الى جامعة الدول العربية العاجزة والمتواطئة في كل القضايا العربية، لافتا الى ان هذا السلوك لا يجدي".

واذ لفت نور الدين ان تركيا وبسبب سبعة عشر ثانية من الخرق لسيادتها – كما تقول- للطائرات الروسية، اسقطت طائرة، أكد انها الآن تدخل في وضح النهار وستبقى لأيام ولمسافة عميقة في الداخل العراقي ، مشيرا الى انه يجب ان يكون هناك رد واضح عسكري حتى لو اضطرت الحكومة الى استنجاد او طلب دعم ايراني او روسي"، معتبرا ان "الاتراك مرتاحون لوجودهم في شمال العراق وستبقى الأمور على حالها بغياب قوة الردع العسكري".




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71564
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 18