لم تهدأ الحرب يوما من الأيام بين الإسلام وأعداءه ، وفي كل جولة تتخذ هذه الحرب شكلا جديدا .
فمنذ أن دمر المسلمون حصون خيبر ، واجلي يهود المدينة ، وتكسرت صلبان نصارى نجران ، والحرب مشتعلة بين المعسكرين ، ولربما كانت الحروب الصليبية التي استمرت لأكثر من مائة عام وأكلت الملايين وأفرغت خزائن أوربا هي الذروة التي تصل إليها هذه الحروب التي أدت إلى تقطيع أوصال العالم الإسلامي على الرغم من فشلها جميعا .
ثم رأينا تلاشي الأندلس وبغداد في آن واحد ، ثم تلاشت الإمبراطورية العثمانية ، ولكن سر الإسلام هو قدرته على النهوض مجددا .
ولم تمض سنوات قليلة إلا ونهض الإسلام مجددا في إيران في جمهورية اسلامية مترامية الاطراف . وهكذا كانت الحرب سجالا حتى يومنا هذا . ثم أصبحت الحرب فكرية ، ثم أصبحت اختراقات ثقافية ، وأخيرا ديمقراطية تحارب الإرهاب .
لم يكن الإرهاب معروفا بهذا الشكل الذي عممه الغرب ورمى به المسلمين وجعل منه ((قميص عثمان)) . بل كان محصورا بجهات ومنظمات معينة وكلها في الغرب. أمثال : محاكم التفتيش ومحاكم الساحرات في ألمانيا ومحاكمة الهراطقة في أوربا وملاحقة العلماء والمفكرين على نظرياتهم وقتلهم وإخافة وإرهاب كل من يحاول ولو قراءة الإنجيل ناهيك عن امتلاكه وقوات أل (( ss النازية وقوات الشتازي الروسية وعصابات آل كابوني ، والمافيا الإيطالية ، وعصابات الارغون والهاغاناه الصهيونية والجيش الجمهوري الايرلندي السري وتفجيرات لندن وحركة إيتا ، والباسك وجيش الرب في اليابان وجماعة ماكارفي ومنظمات المافيا السرية في ايطاليا وسياسة موسوليني وفرانكو وبادر ماينهوف وغيرهم مما لا يعد حصرهم ، فكان الارهاب وبلا منازع اوربي غربي بامتياز.
ثم أصبح الارهاب محصورا بأشخاص معينين فكانت الاصابع تُشير إلى : الإرهابي مناحيم بيغن ، والسفاح شارون ، واسحاق شامير والإرهابي ( تيموثي ماكفي ) مفجر مبنى أوكلاهوما (1) أي أنه حتى هذا زمن هذا الحادث لم يكن يوصم المسلمون بالإرهاب بل كان الإرهاب مفهوما غربيا مصطلحا وتطبيقا.
كان الإرهاب في الغرب يُفهم على انه مجموعة من المنحرفين السفاحين الذين يقتلون الناس ويعتدون على النساء ويقومون بعمليات السطو المسلح .
ولكن أول من استخدم كلمة الإرهاب كمصطلح عام ورمى به المسلمين هو الرئيس الأمريكي (رونالد ريكان) عندما عرضت عليه قائمة بالأعمال الجهادية (الاستشهادية) التي بدأ يقوم بها المسلمون في الثمانينات في كافة أنحاء العالم كرد فعل على السياسة الغربية تجاههم ، وكان يومها حوادث تفجير سفارة أمريكا في بيروت الذي أودى بحياة المئات من خيرة القوات الأمريكية ، فطلب ريكان تعريفا لهذه الظاهرة ، فلم يجد في قاموس حضارة الكاوبوي غير مصطلح (الإرهاب )
وكان ذلك عام 1982، ومنذ ذلك التاريخ بدأ يشيع في الاعلام الغربي مصطلح الارهاب على المسلمين فقط دون سواهم ، وكأن الحربين العالميتين وما جرى في فيتنام وغيرها شنها المسلمون.
والمتابع لقرارات وزارة العدل الامريكية في تعريفها للارهاب أنه حتى سنة 1984م كان الارهاب يُعرف على انهُ : (أسلوب جنائي عنيف يقصد به بوضوح التأثير على حكومة ما عن طريق الإغتيال أو الخطف). فلم تكن الرؤية تتعدى هذا التعريف للارهاب ، اغتيال أو خطف.
انتهى الجزء الاول ويليه الجزء الثاني .
المصادر .
1- التفجير في مدينة أوكلاهوما ، عندما قام الأمريكي المتعاطف مع حركة ميليشيا تيموثي ماكفي بتفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات كانت متوقفة امام مبنى ألفريد مورا الفدرالي في ولاية أوكلاهوما في وسط المدينة و قد كان لماكفي شريك قد ساعد في إعداد القنبلة و اسمه تيري نيكولز . كان هذا الانفجار بالفعل الأكثر تدميراً ضمن نطاق الإرهاب على الأراضي الأمريكية إلى تاريخ هجمات 11 سبتمبر 2001 وأدى إلى قتل وجرح ما لا يقل عن (870) من المدنيين. |