جلسا يتعاهدان على حبٍ أبديٍ دائمٍ في زمنٍ لا يعرف الثبات، أَقسَمَ بالله أنه لن يَتركها وأَشهَدَ الشجرة الكبيرة التي كان يجلسان في ظلها على وعده، وهي أَقسَمَتْ بالرب أَنها سَتبادله نفس الشعور، في حينها كان هنالك عصفور يغرد ويقول: أنا أشهد على صدقها.
تراقصت السعادة والأمل فرحاً بمولد حب جديد، غنت الطيور، تمايلت الأغصان مع نسائم الوفاء، فجأة وبلا سابق إنذار انسحبت الشمس، وهربت الطيور، ساد الظلام في أرجاء المدينة، وبسرعة الريح ظهرت الخفافيش في كل مكان، تعالت أصوات الرصاص من هنا وهناك مات العصفور بينما كان يحاول الفرار ارتجفت مريم أَمسك عليٌ يدها أَخبرَها أَنْ لا تخاف وأنه سَيُوصلها للبيت بسرعة، اعترض طريقهم مجموعة غريبة لم يروها في المدينة سابقاً ثيابهم قصيرة ولحاهم بعكسها مدججين بالسلاح ويلوحون بسيوفهم كأنهم مغول بعثوا من جديد.
أوقفوا السيارة أخذوا هوية علي، قال أحدهم: أسمه مثير للشك أنزله ليخضع لاختبار الإيمان ... بعد دقائق لا تعدوا أصابع كف واحدة، جاء أحدهم مخاطبا قائد المجموعة أنه مرتد كافر يا أمير في حين قاطعهم أخر قائلاً: وهي كذلك يا سيدي فهي تحمل الصليب، أميرهم: ماذا تنتظرون أقيموا الحد عليه.
مريم تراقب لا تعرف ما هو الحد لكنها تتوسل بالعذراء أن يمر هذا اليوم بسلام.
دعواتها لم تستطع أن تحول دون رؤية راس علي على الرصيف فالزمان يحتاج إلى شهيد، سقطت العصابة عن عينيه التي كانت تنظر إلى مريم وتقول لم أُخلف وعدي فأنا أُحبكِ، صرخت بشدة ولكن من يسمعها وسط صيحات التكبير أكمل الأمير حكمه بعد أن شكر أبو الوليد على شجاعته في تنفيذ القصاص كَرَمَهُ بجاريةٍ جميلةٍ أسمها مريم. |