كان همّكَ أن تمنع الانتحاريّ من تفجير نفسه في المسجد. أن تمنعه من ارتكاب مجزرة، تزهق العديد مِن الأرواح البشريّة التي تنتمي إليكَ بالقربى والجيرة والصداقة...
لكنّكَ أيضًا تعرف أنّ التعاملَ مع القاتل يقتل. تعرف جيّدًا أنّ صدّ الانتحاريّ عن تنفيذ مخطّطه، لن تكون تكلفته أقلّ من تفريغ نفسه فيك.
ولأنتَ أبٌ لك أولادٌ في حاجةٍ إليك! وعائلة أنتَ معيلها، دافعٌ إليها الحياة. لكنّ ردّ الموت عن الأحبّة، وأنت قادرٌ عليه، لا مساومةَ فيه. فليكن إذًا!
عادل ترمس، لأجل هذا، آثرتَ أن تموت! وكنتَ في موتكَ، لا شهيدًا وحسب، بل بطلاً في الشهداء! فلأنتَ قلّصتَ تداعيات الإرهاب على منطقتكَ، ودفعتَ الموتَ بالموت! عادل، أنت فادي الناس والأرواح، ولا أخالكَ إلاّ مفكّرًا بأولادكَ تفديهم مع من نجَوا بفضلكَ!
هوذا خلودكَ، تباركت!
|