بكل اعراف وقوانين العالم اذا تفضل المواطن مشكوراً بدفع قيمة سلعة او خدمة ما ، فأنه يحصل عليها بكل يسر وسعادة ،،حيث أن القانون هنا لا يعتمد على المزاجية او الامكانيات بل على قاعدة الحصول على الحق مقابل الوفاء بالالتزام ، طالما أن الحق هنا ضمن المنطق ولا شئ فيه يخالف القانون أو النظام العام ….
هذا اذن هو الفعل القائم بكل بلدان العالم المتخلف والنامي والمتطور ،فهل يصح هذا المنطق على المواطن الغزاوي الذي يقوم بدفع قيمة خدمة توصيل الكهرباء لمنزله فيحصل على سلك غسيل بدلاً من فولتات كهربائية ، ويعاني صيفاً من الحر الشديد و شتاءً من البرد القارس و الظلام الحالك بكل الفصول ؟!
واذا أردنا الغوص في بواطن الامور والوقوف على أسباب العجز الذي تعاني منه الشركة سنجد أن القائمين على إدارة هذه الشركة الكهربائية العملاقة ! يقدمون لنا رزمة من الاعذار الكبيرة والمتعددة والتي لا تنتهي لاصيفاً ولا شتاءً ، وبعضها منطقي وأكثرها لا علاقة له بالمنطق فتارة يقولون أن المشكلة تكمن في قلة عدد المولدات العاملة، وتارة آخرى بسبب نقص المحروقات وتارة وتارة …. الخ حتى بات أكثر المواطنين جهلاً في هذا البلد ملماً بتفاصيل الهندسة الكهربائية !
وعلى ما يبدو أن لا احداً في شركة توليد كهرباء غزة التي لا مثيل لها بكل بلدان العالم ،يتخيل ان المواطن الغزاوي لديه عقل و بفولت عالي وأن اسبابهم واعذارهم لم تعد مقبولة لدى آحد !
فاذا كانت الاسباب مادية فقد قمتم بخصم القيمة المطلوبة من راتب الموظف البائس لتغطية ثمن المحروقات، واذا كان الحصار وأسرائيل هم السبب فتلك الانشودة التي مللنا سماعها وما عادت تطربنا ، بديلها انفاق النفط التي لها اول وليس لها آخر !
واذا كانت مولدات الشركة قد عفى عليها الزمان وشاخت ،فلديكم سفن وقوافل فك الحصار فلماذا لم تتفضلوا مشكورين من خلالها بـأحضار قطع الغيار المطلوبه او مولدات جديدة بدلاً من النحيب الدائم !!
لعلنا شعب بسيط و أغلبنا غير متخصص بعلم الكهرباء ولكن ما نفهمه ان تلك الشركة لا تفعل ما تفعله الا بدعوى ازلال المواطن وجعل جل اهتمامه اليومي وحتى الممات حساب عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي !
لقد سممتم حياتنا وجعلتم المواطن الغزاوي يكره قدوم الليل والحر والبرد ،
الآ يكفي ما يعانيه المواطن من بؤس وفقر وبطالة تضرب كل اركان حياته فتأتون أنتم وشركتكم فتزيدو من شقاءه ؟!
اذا اردتم عين الصواب فلتعلن الشركة رسمياً ان لا كهرباء في غزة بعد اليوم ، ولنكتفي بضوء القمر والشموع ، وليصبح اهل غزة جميعهم شعراء ، يهتمون بكتابة الرثاء على نعش حلمنا الكبير ، ان نكون ذات يوم كسائر البشر وأن يصبح قمة احلامنا محصورة بالحصول على ابسط قواعد الحضارة و اولها حقنا في تيار ثابت غير متردد !
وختاماً يا أهل الكهرباء ، نعلم ان حديثنا سيذهب ادراج الرياح حيث لا حياة لمن تنادي وستجدون دائما الحجة والوسيلة التي تبررون بهم عجزكم وليرحمنا الله برحمته ولينير دربنا بمعرفته ……
|