• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لهذه الاسباب إنسحب المطلق من فضاء الحرية .
                          • الكاتب : علاء الخطيب .

لهذه الاسباب إنسحب المطلق من فضاء الحرية

يكاد المذنب ان يقول خذوني ,أو كما يقول المثل العراقي ( اللي تحت أبطه عنز يمعمع)  بناءاً على هذه القاعدة لم يستطع السيد صالح المطلق نائب رئيس الوزراء أن يتم اللقاء الذي جمعه مع السيد علي الدباغ  في برنامج فضاء الحرية التي تبثه الفيحاء  في  الحلقة  التي حملت عنوان ( خلافات العراقية ودولة القانون مخالفة دستورية أم خلافات سياسية) فانسحب معترضا على الكلام الذي قاله السيد الدباغ بشأن الأزمة الأخيرة التي عصفت بالعلاقات بين الكتلتين جراء تداعيات عملية عرس التاجي الإرهابية. لقد ساق الدباغ وكان مستفزاً بعض الشئ الأدلة التي إعتقدها بأنها عامل رئيس في تدمير العملية السياسية , وهي عدم التعاون والإنسجام بين اعضاء الحكومة , معتبراً أن بعض الكتل السياسية  تعمل على حبلَّي السلطة والمعارضة  في آن واحد , فهي تضع قدماً مع الارهاب وآخر مع الحكومة ولم يسميِّ كتلة بعينيها . و إستنفر السيد المطلق غضبه حينما قال الدباغ : لماذا لا تهتز الكتل من جريمة أودت بحياة 70 عراقي راحوا ضحية الإجرام المدعوم , وعرج الدباغ على الصور التي إلتقطها  المجرم الجبوري مع بعض المسؤولين طيبي القلب كما وصفهم  ولم يسمي السيد علاوي والاخرين من أعضاء القائمة العراقية . وتسائل هل يعقل هذا أننا لا نتفق  على إدانة المجرمين . من هذه الكلمة بالذات إستشاط السيد المطلق وكان له  وقفة ورد فقال: ان السيد الدباغ قد تجاوز وشط في كلامه ( وأنا أنقل الكلمة بالنص )  ليتعرف القارئ الكريم على حجم الخلاف ومستوى الخطاب والعلاقة بين المسؤولين,  وهذه الجملة  توضح مقدار الهوة بين الكتلتين وأن عمق الخلاف يتجاوز رفع الصور في ساحة التحرير, وأن الطرفان يقفان على طرفي نقيض والنقيضان لا يجتمعان, وكما يقال أن هناك رأسان لا يمكن أن يلتقيا كالخطين المتوازين مهما إمتدا,  لقد أوضح السيد المطلق من خلال إنسحابه أن وراء الخلاف أسباب كبيرة وتقاطعات لا يمكن للوساطات والحوارات الجارية الآن  أن ترأب الصدع بين الكتلتين وان عادت الأمور الى نصابها فبشكل مؤقت ليس إلا , وأن المشكلة لم تعد محصورة في رفع صور السيد علاوي مع المجرم فراس الجبوري في ساحة التحرير بل أنها تكشف عن نوايا لا يمكن ان يطمئن لها الشارع العراقي ولربما ستسير بنا الى المجهول.إن رد السيد المطلق على ما قاله الدباغ ينبأ بمستقبل خطير للعملية السياسية وأن الصدام قادم لا محاله ,فيما إذا بقي الوضع على ما هو عليه , لقد ردد  السيد المطلق  نحن مع معاقبة المجرمين وإعدامهم ولكن ضمن القانون , لا أدري عن اي قانون يتحدث السيد المطلق هل هو قانون المطالبة بألافراج عن المجرمين  القابعين في السجون أم ماذا ؟ ,اي قانون بعد الاعتراف العلني أمام العراقيين والذي جعلهم يهتزون وينتفضون بشكل عفويوخرجوا بمظاهرات تطالب بالعدالة وليس الإنتقام  , ثم أردف السيد المطلق بالقول : وهل يعقل أن يخرج مسؤولون في ساحة التحرير يحرضون على شركائهم في العملية السياسية ,وهنا يشير الى خروج السيد الدباغ في تظاهرات الجمعة الماضية.   اقول لماذا لا يخرج المسؤولون الى ساحة التحرير للمطالبة بانزال القصاص العادل بالمجرمين بعد أن عجز الشارع العراقي عن تحقيق ذلك , وهل نسيَّ السيد المطلق ان مئات الأحكام أصدرتها المحاكم العراقي بحق المجرمين وأوقفها هو ورفاقه ألم يوقوفوا أحكام الإعدام بحق هاشم سلطان, وطارق عزيز وبقية أركان النظام البائد, إن ما قاله السيد الدباغ كان مطلباً جماهيرياً  , وهو قصاص عادل  وعلى السيد المطلق أن يفرح لمثل هذه القرارات ويشجعها بأعتباره من الرجال الذين نيطت بهم مسؤولية حفظ القانون وصيانته ,ولعل من أُولى مهمات السيد المطلق حماية المواطن العراقي , فليقل الدباغ ما يقول إذا كان السيد المطلق واثقاً من موقفه ومن عدم وجود علاقة بين المجرم وبين رفاقه. فلماذا إنسحب وقام مغاضباً , وأعطى إنطباعاً بأن الكلام الذي أطلقه الدباغ كان موجهاً له ولقائمته. مع العلم ان الدباغ لم يذكر ما يسئ الى السيد المطلق.                                                              
 وبناءاً على ماحدث في فضاء الحرية  يجعلنا نقول أن المستقبل العراقي قد أرتهن بمعادلة جديدة هي معادلة الصراع بين دولة القانون والعراقية من جديد  وليس بين علاوي والمالكي ولو كان الأمر كذلك لهان ولأمكن أن يصلح الأمر , لقد ذهبت مبادرة اربيل أدراج الرياح . فعلى العقلاء أن يتقوا الله بهذا الشعب المسكين وأن يحكموا العقول ويكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم.                                                                                       
                                                                           
علاء الخطيب – لندن                                         
21-06-2011 
                                                               
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6890
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15