• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟ .
                          • الكاتب : د . عبد الخالق حسين .

إلى متى يسكت الغرب عن جرائم السعودية؟

 السؤال الدائم والمحيِّر الذي يطرح نفسه على الناس في كل أنحاء العالم هو: هل حقاً الدول الغربية بقيادة أمريكا، وبما تتمتع به من قدرات علمية وتكنولوجية واستخباراتية فائقة، ومتغلغلة في كل مفاصل الحكومات والمجتمعات في العالم، وما لها من علاقات واسعة وعميقة خاصة مع المملكة العربية السعودية، حكومة وشعباً، لا تعرف أن هذه المملكة هي وراء كل التطرف الديني، والإرهاب الوهابي في العالم؟
الجواب: كلا، فمن السذاجة، إن لم نقل من الغباء، أن هذا الغرب لا يعرف كون السعودية هي وراء كل هذه الشرور، بدليل أن هناك العشرات، إن لم نقل المئات وربما الألوف من الباحثين الأكاديميين والكتاب والمحللين السياسيين الغربيين، أكدوا باستمرار في بحوثهم ومقالاتهم بالأدلة الدامغة أن السعودية هي العدو الأكبر للغرب وللبشرية جمعاء، و أنها صرفت عشرات المليارات الدولارات لنشر التطرف الديني وإثارة العداء والبغضاء ضد أتباع الديانات والمذاهب من غير الإسلام الوهابي السعودي. وقد أشرنا في مقالاتنا إلى العديد من هذه البحوث، وعلى سبيل المثال لا الحصر، البحث القيم للسفير الأمريكي الأسبق، كورتين وينزر، بعنوان: (السعودية والوهابية وانتشار الفاشية الدينية)(1 و 2))، قبل 8 سنوات، والذي أكد فيه أن السعودية صرفت نحو 87 مليار دولار خلال 25 سنة على نشر التطرف الديني الوهابي وتأسيس ودعم المنظمات الجهادية الإرهابية، وفتحت ألوف المدارس والمساجد في العالم، تفرض عليها مشايخ ومعلمين سعوديين لنشر تعاليم الوهابية المتطرفة. وظهرت بحوث أخرى فيما بعد أكدت أن هذا المبلغ تجاوز المائة مليار دولار خلال الثلاثين سنة الماضية. 

وآخر صرخة انطلقت في هذا الخصوص قبل يومين، هي مقالة الباحثة الاجتماعية البريطانية، صاحبة العمود الأسبوعي في صحيفة الإندبندنت اللندنية، السيدة ياسمين عليبهاي- براون (Yasmin Alibhai-Brown)، بعنوان: (إمبراطورية الشر السعودية عدوة الغرب الحقيقية. The evil empire of Saudi Arabia is the West’s real enemy)(3).
تبدأ الباحثة مقالها بالقول أن إيران مصدر مخاوف إسرائيل وأمريكا، ثم كوريا الشمالية وأسرارها النووية، تليها الطموحات الإقليمية للرئيس فلاديمير بوتين. و أحدث وأخطر تهديد يأتي من داعش الذي صدم العالم بتوحشه. ولكن على رأس هذه القائمة من أعداء الغرب يجب أن تكون السعودية، السافلة الخبيثة القوية والخطرة، التي تصدر نموذجها الإسلامي الوهابي المريض المقرف إلى العالم. وما هذا الإرهاب الذي يهدد العالم إلا نتيجة لنشر هذه التعاليم الوهابية المقرفة وإثارة العداء للغرب وكل البشرية من غير الوهابيين.

هذه المملكة ومنذ تأسيسها، تقوم بسحق حقوق الإنسان و تقطع رؤوس مواطنيها بمعدل رأس كل يومين، وعلى قائمة الانتظار الآن محمد على النمر، ورائف بدوي لاشتراكهما في تظاهرات الربيع العربي عام 2011 من أجل الديمقراطية. وهذه المملكة هي الوحيدة في العالم اليوم التي تسمى باسم العائلة الحاكمة وتعبر المملكة وشعبها وممتلكاتها ملك الأسرة الملكية، وبنظام ملكي مطلق كما كانت الأنظمة الملكية المطلقة في أوربا القرون الوسطى المظلمة. والمهزلة أن هذه المملكة ترأست الآن لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وبترحيب ومباركة من أمريكا. وفي يوم الحج قتل 769 حاجاً عن طريق التدافع نتيجة اهمال وتقصير المسؤولين السعوديين لتنظيم السير. [في الحقيقة تجاوز عدد القتلى الألفين بينهم 400 من الحجاج الإيرانيين]. والحكومة السعودية ترفض إجراء أي تحقيق في هذه الكارثة لأنها تعتبرها قضاء وقدر بإرادة الله.

المشكلة أنه ليست أمريكا وحدها المتعاطفة مع السعودية وساكتة عن جرائمها، بل وحتى بريطانيا وفرنسا، اللتان تدعمان السعودية مقابل قيام الأخيرة بشراء الأسلحة وغيرها من التجهيزات العسكرية والصرف على الحروب ما قيمته عشرات المليارات الدولارات، وهي مستفيدة من هذه الحروب في دول الشرق الأوسط لتروج بيع السلاح. لذلك تحركت هذه الدول لإسقاط حكومة بشار الأسد ودعم السعودية، والسكوت عن دورها في الإرهاب الإسلامي الوهابي الذي يهدد أمن وسلامة العالم، كما ودعمت السعودية في حربها الإجرامية المدمرة على الشعب اليمني الأعزل.
فإلى متى تتجاهل الحكومات الغربية جرائم السعودية ضد العالم مقابل البزنس؟  


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : IMAD SHERSHAHEE ، في 2015/10/19 .

د. السيد عبد الخالق حسين تحية
أود ان اقول ليس هناك اي استغراب بالموضوع اذا عرفنا ان نضع الحكومة او النظام الامريكي في التصنيف الحقيقي
فالنظام الامريكي له وجهان وشخصيتان ولهذا
يقع الاستغراب والدهشة .
الوجه الذي لا يعرف عن امريكا النظام
الجرائم التي اقترفتها بحق شعوب وعلى راسها
القاء قنابل نووية على مدنيين في اليابان
واما ما حدث بحق الشعب العراقي من جريمة
ابان معركة عاصفة الصحراء وابقاء النظام المطلوب للمحكمة الدولية والحصار ثم المجيء بعد تجويع الشعب واهلكه للسيطرة على العراق
وقضية الشعب الفلسطيني وكيف تعمل مع اسرائيل على ابتلاع كل فلسطين والمنطقة اذا قدرت لاحقا
او تحويلهم الى عبيد كما تعمل بالفلسطينيين
وهناك احداث كثيرة يمكنك ان ترى وجه النظام الامريكي الاخر . اما وجه الدولة التي تدافع عن حقوق االانسان والشعوب ولديها قوائم تصنيف
فهذا الوجه لكي تغطي به الوجه الشيطاني الاخر
انا لا اقصد ان أسيء للشعب الامريكي فهو الاخر
ضحية اموالهم وشبابهم يساقون لمشاريع تدمير
العالم من اجل السيطرة عليه



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68877
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16