• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللهم تقبل منا هذا القربان .
                          • الكاتب : صالح الطائي .

اللهم تقبل منا هذا القربان

 شعار (اللهم تقبل منا هذا القربان)، شعار من نوع فريد، لا يصدر إلا عن إنسان فريد يحمل بين خافقيه سرا من أسرار النبوة، وسرا من عظمة الإنسان، الإنسان المملوء طهرا ونقاء. هذا الشعار الملحمي الخالد لا تقف عظمته عند حدود الإدراك الحسي، لأنه يتحدى جميع العواطف الإنسانية ... لأنه يخالف كل نواميس الطبيعة البشرية المعروفة ... لأنه شعار يتحدى منظومات السلوك والتصرف والفعل ورد الفعل وجميع النظريات الاجتماعية والتربوية والنفسية والأخلاقية.
هذا الشعار، أطلق لأول مرة في كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام)، ظهيرة الطف، فبعد أن قطعوا رأسه الشريف؛ الذي لثمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) مئات المرات، وحملوه ليقايضوه بثمن بخس دراهم معدودات، وبعد أن داست خيلهم الجسد المطهر، وبعد أن انجلت غبرة الحرب، تحمل معها حقد التاريخ لتعطر به قادم التاريخ المملوء زيفا، وقفت السيدة زينب على جسد أخيها الطاهر، لتشعل وسط هذه العتمة مصباح أمل، وتزرع في صحراء هذه الكراهية زهرة عقيدة؛ ورفعت يديها نحو السماء، وأطلقت أعظم صرخة في التاريخ تصدر من قلب مكلوم: "اللهم تقبل منا هذا القربان".

أربعة عشر قرنا، اختفى فيها هذا الشعار من الوجود، لأن هذه القرون خلت من زينب، إما لأن هناك من قالته ولم نسمعها وإما لأنه لم تولد فيها زينب حقيقية تتاجر مع الله تجارة لن تبور، وتقايض جسد حسينها بقبول الله، ثم في ثمانينات القرن الماضي، استشهد البطل المجاهد مصطفى شمران، وجاء زينبه .. زوجته، فوقفت على جثمانه، ورفعت أصبعيها نحو السماء، وقالت: "الله تقبل منا هذا القربان"، لتعلن أن ثورة زينب لا زالت مستمرة بالعطاء.!
من يومها إلى يومنا الحاضر لم أرى زينب ترفع يدها نحو السماء وتردد الشعار الزينبي، وكنت أتمنى من كل قلبي أن أسمع زينب ثالثة تردده قبل أن أموت، لا حبا باستشهاد الأبطال، ولكن لكي أطمئن أن الخط الزينبي لا زال موجودا في قلوب نساء العقيدة، في قلوب الأمهات الطاهرات، فالأم مدرسة إذا صلحت، تنتصر العقيدة مهما اشتدت شراسة هجمات الأعداء.
وها هي أم الشهيد اللبناني (علي) تقف على جثمان ولدها؛ الذي استشهد دفاعا عن زينب؛  لتشكره لأنه مات دفاعا عن أنموذجها الأسمى في الحياة. وهي لكي تعلن زينبيتها وانتمائها لهذا الخط العقدي الطاهر، لم تودعه كما تودع الأمهات الثكلى فلذات أكبادهن، وإنما وقفت بشموخ لتردد الشعار الزينبي: "الله تقبل منا هذا القربان".
ومع أني بكيت بحرقة وأنا أرى فيها كل هذا الصمود، إلا أني حمدت الله كثيرا أن العقيدة لا زالت بخير، وأن كيد المجرمين سيرتد إلى نحورهم ليعمروا قعر جهنم، بموعدهم مع شياطينهم، أما نحن رجالا ونساء فموعدنا غدا مع زينب ومع الحسين، وإن غدا لناظره قريب.
 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2018/10/05 .

مئآت الألوف من الزينبيات في اليمن ولبنان وسوريا والعراق والبحرين والقطيف ونيجيريا لم تصلنا صرختهن بسبب خنق الاعلام الفاسد لهذا الصوت الذي ينطلق يوميا من حناجر امهات مؤمنات صابرات محتسبات لا تحتاج القضية إلى شهود على أن هذه الصرخة (اللهم تقبل منا هذا القربان) لا زالت موجودة وهي حيّة نابضة في كل عصر ومصر فكل فلذت كبد تسقط مضرجة بدمائها على ايدي الظالمين تقابلها صرخة ام مفجوعة او زوجة ثكلا أو بنت مذهولة لقد ولى زمن قرون الصمت واصبحت هذه الصرخة تنطلق عمليا كل يوم في ميادين القتال والصراع مع الكفر والانحراف لقد بدأ الصوت يعلو وسوف يصل إلى اسماع مولانا المفدى صاحب الامر والزمان وإن غدا لناظره قريب.

• (2) - كتب : د.صاحب الحكيم ، في 2018/09/21 .

تحية لك و لقلمك المعبر أيها الكاتب الفذ



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68644
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15