مابين موتك والولادةِ مسجدُ
غَمَدانِ ضمهما لسيفكَ موعدُ
في أشرف البقعاتِ شَّقَ جدارها
حجرُ المخاضِ ببطنِ مكةَ مسندُ
وبقرب زمزمَ فجرتكَ منابعا
نور الهداية في لواها مِرفَدُ
ومن العلا أشتقَّ الأله سماته
(هُبَّلٌ ) هوى وأنشَّقَ منه (الأسعدُ)1
وتنورت بصرى2 وفاطمُ حولها
تُجِلي الغَمَام بكفها وتُهجِّدُ
(الله أكبر) قالها لما يزل
طفلاً بفقار الصميدع يحصدُ
مابين قتلكَ والولادةِ سيدي
خط تجلّى واجتباهُ محمدُ
يكفيكَ في ( الأحزاب)3 منهُ بطولةً
يكفيكَ منه القاحمُ .. المتوقدُ
هذا علي الدُّر دَّرَ دماءه حباً
لكي تبقى الأمامةُ ترشِدُ
هذا علي _ أبو تراب _ ترابه
هطِلٌ بدرِّ المكرمات ، وعسجدُ
فأنظر لمَن أعطى الأله وصايةً
يوم الغدير ألا يفيقُ الهُجَّدُ ؟!
فتوارثوا أحقادهم في وِلدِه
دم الحسينِ بكربلاءَ الشاهدُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/ الأسعد الحجر الأسود
2 / بصرى : بلاد الشام قديماً
3 / الأحزاب : غزوة أنكسر فيها جيش اليهود وفارسهم مرحب
|