• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا حياة بدونها .
                          • الكاتب : مصطفى غازي الدعمي .

لا حياة بدونها

  الانسجامُ والتناغمُ بين عناصرِ الطبيعة المختلفة يُضفي عليها جمالاً وسحراً يبعثُ في النفسِ راحةً وطمأنينة فقوة تأثيرها بسبب تلوّنها وانسجامها مع بعض ولو بقيت كلًّا على حدة لما أعطتْ هذا التأثير الكبير كذلك التباين بين البشر في الصفات والعادات والطباع هو من مصادر جمال الحياة إذا ما اقترن برابط مقدس اسمه (الوحدة) فالتعايش مع الآخر وقبوله رغم اختلافه عنك في بعض العادات والطباع أو حتى في الأفكار والآراء يدفع بالمجتمع الإنساني إلى سلوك طريق الرقي والتقدم في كل المستويات المختلفة لذا تتابعتْ نصوص ُالقرآنِ الكريم والسنة الشريفة تحثّ على الوحدة وترك الخصام والاختلاف قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا  وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (آل عمران 103) فالإسلام الحنيف بوصفه مصدر هداية البشرية إلى قيام الساعة، دعا بصريح القول إلى الوحدة والألفة عادّها نعمة كبيرة تستوجب الشكر والثناء لله (عزّ وجلّ) فالواجب اتجاه هذا الأمر الإلهي هو الطاعة والانقياد وفتح القلب على مصراعيه للمؤمنين وأن نكون متوحدين في الأفعال والأقوال والنوايا الصالحة، فالوحدة من مصادر القوة والثبات أمام جميع التحديات والمصاعب، والفرقة مدعاة الانهزام والانكسار فنجد القرآن يبيّن أنّها إحدى أسباب ضعف المنافقين والتي ستؤول لهزيمتهم وهذا واضح جلّي في قوله تعالى:(بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)الحشر 15، ندرك أهميةَ الوحدة من خلال معرفتنا أنّ البشرية لا يمكن لها أن تعيش دون تواصل وانسجام يُكمّل بعضها الآخر فلا يمكن لإنسان أن يؤمّن عيشه لوحده فقط بل عليه أن يعطي للأخذ فهي سنة الحياة التي أوجدها الخالق الحكيم  ( لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً)الزخرف 32 ، ولا تقف الفائدة عند حدٍّ معين بل الوحدة نهر نعمة متدفّق بالخير والبركة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65683
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15