لم اجد نفسي في منعطف الغرابة ، حينما اقرأ واتابع بشغف ماتحاكيه دقة السطور واشجان الكلمات ونسق الحروف التي تشكل بمفهومها مجتمعتة ملحمة في الواقعية الثقافية التي اعتمدتها الاديبة الكبيرة اسماء محمد مصطفى في طرحها المتجلي بثبات الموقف في زمن صعب على الكثير قوله ، لجسامة الثمن الذي قد يلقي بها الى عتمة المجهول لكنها امتطت صهوة الشجاعة غير آبهة بما قد يصل بها المطاف ، فاتصفت كتاباتها بعمق الموضوع وبلاغة الفكرة المستمدة من الغاية السامية لذات الهدف الساعية لاجله والتي كانت تنقلها الى مسامع المتلقي بطريقة مهنية وبشكل تصوري يقترب من الذهنية التحليلية الخالية من نمطيةالتصور التعقيدي الروتيني المعتاد
اني على يقين تام بان اديبة وكاتبة وصحفية كاسماء محمد مصطفى ليست بحاجة الى كلمات المدح المبرقعة ، او الوصف المنمق وبذات الوقت فأني لم اكن مضطرا لقول الحق ،كمن يضطراليه غير باغ لكني وجدت من الواجب المهني ان استوقف ذاتي لاستذكر هذه المبدعة المعطاء في بحر الجود وبحثها بين المتاريس عن كلمات تلجم فيها افواه الضباع وتثلم مخالب الغربان الذين يحاولون افتراس شعب العراق وتدنيس حضارة وادي الرافدين وتهشيم اركانها ، بالقدر الذي يوازي ولو بحده الادنى من عطائها الثر حينما تستذكر الجميع بضمير لم تستغفله بهرجة الحياة من خلال اعمدتها التي صالت وجالت في عالم الكتابة والنقد ، فكانت احد اهم شواهدي في كيفية التعاطي مع الضرورات ومكامنها ، حينما انطلق بركبي في عالم الكتابة والبحث والتحقق بين دهاليز هذا الكون العجائبي المغمور لحد التخمة في التجليات والتناقضات التي تجاوزت الارقام الغينيسية ، وعجائب العالم الفلكي خاصة في العراق الجديد ( عراق هالوكت ) والتي اصبحت من النوادر التي تزاحمت في مضمونها مع نوادر المغفور له (جحا ) حينما اجد نفسي محتارا بما حولي من شائكات الامور التي اختلط حابلها بنابلها من خلال محاولات العابثين باستئصال الكلمة الصادقة والغاية النبيلة التي نسعى جاهدين اليها وبما تكتب اقلامنا الباحثه في اغوار الظلام لتفتت الرموز وتكسر القيد عن افق الحقيقة التي اخفوها في الانفاق المعتمة 0هي ونحن نعلم اليقين تمامه ان البحث عن هذا المسار تحفه المخاطر جمها مدركين ان طريق الحق موحشا لقلة سالكيه ولكننا قد تسلحنا بمناعة الثبات الذي اكتسبناه من فيض المبدعين في المسارالثقافي والادبي ،
اولئك الذين حملوا رسالة الوعي الثقافي بامانة وتفاني الذين توحدهم الغايات ويجمعهم المصير المشترك الواحد وعندها ايقنت ان العراق يبقى قلعة الثقافة والحضارة ومنطلق العلم والادب ، ولايمكن ان تقتلعه او تستبيحه اية سياسة او ثقافة هجينة ، بعيدة عن حدود الحنكة وحلم الارادة وثبات الموقف فتحية لتلك الاديبة التي القت خلفها قيد الطابور المجتمعي الخامس الذي دائما ما يضع العراقيل امام ابداع رموزا للصحافة والثقافة الوطنية ولايزالون كذلك وخصوصا العنصر النسوي الذي تغيضهم نجاحاته ،لان عطائهن لم يقف في حدود معينة ولم تستطع سياط الظلمة ان تجعلهن رهينة مهما تعالت لان الظلم لايدوم ،والاقلام الحرة التي تحمل صدق المعاني وسموالغايات لايمكن ان تنحرف عن مساراتها الانسانية التي وجدت من اجلها الى جميع اصحاب الكلمات الصادقة والاقلام الحرة الذي يشرقون القا في سماء العراق .
وتحية لصحيفة المشرق التي اصبحت موطنا للابداع والاعلام المهني الحر الذي يبحث بين انفاق الظلام والضلالة متعاضدا مع الخيرين في السعي عن بصائص النور التي تنجلي من خلالها عتمة البائسون الذين ستسطع فوقهم شمس العراق ليولوا الادبار غير مأسوف عليهم وتحية بذات القدر الى هيئة تحرير المشرق والاستاذ عبد الامير المجر الذي انحنى له انسانا واديبا لما يمتلكه من خزائن الابداع والق المعرفة الباحث بين الاشواك عن موطيء قدم يتعكز عليه سور بلاد الرافدين والى مركز النور ومبدعيه وجميع اصحاب الكلمات الصادقة والاقلام الحرة الذي يشرقون القا في سماء العراق .
|