- شائت حكمة الله تعالى أن يجعل هذا الشعب في محل الاختبار فيكون أمام جهادين في فترة وجيزة .. جهاد أصغر بالسيف والقتال ضد أعداء الدين .. وجهاد أكبر وهو جهاد النفس ضد المفسدين وعدم التمسك بهم لمصالح خاصة ..
وقد رأينا الاستجابة المباركة لفتوى الجهاد الأصغر .. وقد بقي عليكم الجهاد الأكبر .
- قبل ظهر اليوم الجمعة .. كانت هناك أمام الله والتاريخ ثلاث مسؤوليات :
الأولى : مسؤولية على القيادة الدينية .. بأن تقول كلمتها .. وتضع الناس أمام مسؤوليتها في سلوك الطريق الصحيح . وقد قالت المرجعية كلمتها ..
- كنتم تنتظرون منها فتوى ضد الفساد .. وهاهي قد صدرت كصاعقة من الله على رؤوس الفاسدين .. وقد ألقت الحجة على الجميع .
الثانية : مسؤولية على رئيس الوزراء .. الحاكم التنفيذي .. بأن يعرف نعمة وجود هذا الدعم .. ويقدر الفرصة الثمينة التي منحت له .. وربما هي الأخيرة .. ونأمل أن لايخذلنا .. وأن يقوم كما أرادت المرجعية وأراد المجتمع بخطوات حاسمة وجريئة .. في وجه هذا البلاء الأسود .. الفساد .
وعندما تقول المرجعية أن الشعب معك .... فهي معك .
الثالثة : وهي الأهم .. مسؤولية الشعب .
قالتها السماء قبل قرون وقرون (( لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
المرجعية عندما أعلنت أن الشعب يساند العبادي .. فهي تلقي الحجة عليه بأن يسانده فعلاً ..
- ولايمكن أن نتصور .. بأن الرجل سيقوم بتصفية حسابات شخصية مع أحد .. مستغلاً هذا الدعم !!
فالجهاد الأكبر .. أن لا تحابي وتجامل من تعرف فساده .. لمجرد أنه قدم لك تسهيلاً معين .. أو تتوقع منه امتياز معين .. فانت بذلك تسلطه على رزق المحرومين ..
غيروا ما بأنفسكم .. وأنتزعوا منها كل تأييد للباطل .
قالت المرجعية أن عمدة الأسباب في وضع البلد المتردي .. هو الفساد .. فلا تكن شريكاً فيه !!
هذا يعني .. أن يتجرد الجميع من ميولاتهم الحزبية .. ويقبلوا بأي نتيجة يقررها رئيس الوزراء
هذا يعني .. لو طالت يد العدالة أي رمز من الرموز التي يقدسها اتباع الأحزاب .. يجب أن لايعترض أحد ..
- هذا الشعب دمرته التحزبات وأخذت الكثير من جهده .. وثروته .. وحتى دينه وتوجهه الى الله ..
فإذا أراد إصلاح نفسه .. فعليه أن يخلع رداء الحزبية والإنتماء الضيق .. ويقبل بالاصلاح .. وينتمي فقط .. للعدل والحق .. حتى لو لم يترك له من صديق .. لأنه حينها سيكون مرضياً .. عند رمز العدالة في التاريخ علي عليه السلام .
- لن نرى خيراً ولا راحة .. إذا بقيت النوايا متفرقة .. إن ظهر ملف للفساد ضد جهة لا نرغبها .. صفقنا وهللنا ونشرنا .. وأن ظهر ملف ضد جهة نرغبها .. إعترضنا وشككنا وحاربنا .
- من أين لك هذا .. مبدأ يجب أن لايستثني أحداً .. ولانجد في أنفسنا ضيقاً أو حرجاً إذا طال هذا المبدأ أي أحد .
- قل الحق .. ولو على حزبك .. فقد ضاع التكنوقراط وسط المحاصصات .. وتحطمت الطاقات بشكل لايوصف .. وأمسك بزمام الدولة ثلة من السراق والمفسدين ..
لانتوقع من هؤلاء أن يستسلموا بسهولة .. والمرجعية تعرف جيداً أي محاولة من هؤلاء للظهور بمظهر المطيع لها .
ولكن أملنا بالله وبوعي هذا الشعب وطاعته للقيادة الدينية .. أن ينجح في هذا الجهاد ضد الفساد .. كما نجح في جهاد الأعداء.
- ومرة أخرى ... العمامة تنقذ العراق .. وبقي على العراق .. أن ينقذ نفسه .
|