إن مساهمة القطاع السياحي في الدخل القومي في بعض البلدان كالمغرب وتونس واسبانيا ومصر وايطاليا .. أصبح أمرا في غاية الأهمية ،حيث تعتمد اعتمادا شبه كلي على هذا القطاع الحيوي. ومن المعلوم أن للجزائر مقومات سياحية متنوعة وذلك لتوفر الإمكانات الطبيعية المغرية، فهي تتميز بتدرج في المناخ من الصحراوي وشبه الصحراوي إلى مجموعة من الشواطئ على مسافة 1200 كلم، والمناخ المعتدل طول العام ومناطق الآثار كما توجد بالبلاد مناطق جدب سياحي كثيرة مثل الكهوف العجيبة بجيجل وبحيرة القالة وجبال جرجرة والمتاحف المتنوعة والحدائق والمنتزهات وبعض الفنادق العالمية. وتعد الشواطئ الجزائرية إحدى أهم مقومات الجذب السياحية لكن المواطن مازال ينظر إلى أملاك الدولة على أنها أملاك "البايليك" وهذا طبع من مخلفات النظام الاشتراكي البائد !
وخير مثال على ذلك أنه تم في هذا الموسم تجهيز الشواطئ بالطاولات والكراسي والمظلات الشمسية بصفة مجانية للمصطافين وإطلاق الويفي مجانا عبر 16 شاطئا، بالإضافة إلى تهيئة المنافذ والطرقات المؤدية للشواطئ وتوفير الإنارة العمومية ليلا وتنظيم حظائر السيارات وتسييرها، وتوفير دورات المياه وغرف تبديل الملابس التي سيتم استغلالها مجانا. لكن في المقابل نجد بعض من شبابنا يفتقدون لمعن حُفظ ملكية الغير ) !
وحفظ ملكية المكان الذي يعتبر ملك لهم في حقيقة الأمر. وقد تصيب بالذهول عزيزي القارئ إذا قلت لك أنه تم تكسير كراسي الجلوس في الطاولات إضافة الى ذلك رمي النفايات في كل مكان… باختصار، هناك رغبة لا شعورية في تخريب و تشويه كل شيء جميل حوالينا، و بالذات الممتلكات العامة . واصبحت هذه الشواطئ وكأن إعصار أوكلاهوما مر عليها . الغريب والعجيب في الأمر أن بعض الشباب يجدون متعة كبيرة في تخريب الأشياء المفيدة له ولغيرة ، ويجدون متعة كبيرة في تذمر الآخرين من دمارها ، لدرجة تصل أحياناً للفخر بين أقرانه . وقد شهدت بعض الشباب وهم في حالة هيسترية..
يرمون الكراسي في البحر بعد مغادرتهم الشاطئ ؟ !! والسؤال الافتراضي هنا ما هي أسباب مثل هذه التصرفات عند الشباب في مجتمعنا، و ما هي دوافعها؟
يقول المستشرق الياباني نوتوهارا، الذي درس العرب و الثقافة العربية لأكثر من أربعين سنة: “في المجتمعات العربية، يحاول الفرد أن يميّز نفسه بالنَّسَب كالكنية أو العشيرة (أو القبيلة)… في مجتمع تغيب عنه العدالة و يسود القمع، و تذوب استقلالية الفرد و قيمته كإنسان… و لذلك لا يشعر المواطن العربي بمسؤوليته عن الممتلكات العامة مثل الحدائق و الشواطئ والشوارع و مناهل المياه و وسائل النقل الحكومية و الغابات… باختصار، المرافق العامة كلها.