المتابع للاحداث في العراق منذ التغيير و حتى اليوم , محايداً كان ام لا , قد حَدَّد ما يريده العرب السنة جميعاً جاهلهم و عالمهم , البسيط منهم و المُتصَدي , كلهم يريدون امراً واحداً و هو اسقاط ما يسمى بالعملية السياسية و اعادة نظامَ حُكمهم الطائفي , و قد بذلوا الغالي و النفيس من اجل ذلك الهدف و ضَحُّوا بكل ما يملكون من راحةٍ و اموال و اعراضٍ و ارواح في سبيله !
لكنهم منذ سنتين ( ربما ) وصلوا الى قناعة بانَّ اعادة نظام حكمهم المفقود ليس بهذه السهولة التي كانوا يتصورونها بل هو امرٌ صَعب و دونه المَزيد من الخسائر التي انهكتهم .
فاخذوا يُنظِّرونَ لشئٍ اخرَ و هو اقامة منطقة لهم , فدرالية ظاهرياً و مستقلة واقعياً , على غرار ما يفعله اخوتهم الاكراد , ذلك ان الانفصال الكُلي يعني انهم سيموتون من الجوع على الاقل , فالثروة عند الشيعة حصراً !
و من اجل ذلك اخذوا يلفِّقون الخدعة بعد الخدعة و الكذبة بعد الكذبة فقط ليُأسِّسوا جيشاً خاصاً بهم و بأيَّ اسمٍ كان ,حرس وطني , قوات عشائر , ايَّ اسم , المهم هي قوة عسكرية مقتدرة !
طبعاً ليس بهدف مقاتلة الارهاب و حِفظ امن اقليمهم الداخلي كما يدَّعون , بل للعودة مجدداً لتحقيق الحُلُم المنشود , و هو استرجاع بغداد الرشيد و استعادة المجد التليد !!
و لتحقيق ذلك الهدف استعانوا باخوتهم العرب الطائفيين امثالهم !
و ها هو الملك الاردني , بلا حياء و بلا اصول بروتوكولية حتى , يتعهد امام شعبهِ هو انه " سيساعد العشائر السنية في المنطقة الغربية من العراق لتسليحهم " و كأنَّ العراق ساحة لأظهار البطولات العربية , فهو بلا سيادة او حكومة !
الشئ المهم هو ان السلطة في العراق , ان وُجدَت من حيث الاصل ! , يجب عليها ان تقف بوجه هذا الاستهتار بالسيادة العراقية , على الاقل من خلال توجيه عقوبات اقتصادية للاردن لافهامهِ ان هناك سلطة في بغداد لا تقبل هذا المنهج العدواني , و ترفض هذا الاستخفاف بكرامتنا .... !! |