ان تقارير إعلامية أمريكية يوم أمس الثلاثاء ذكرت أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي تصوت غدا يعني اليوم الاربعاء على قانون يتعامل مع البيشمركة والسنة كبلدين. ويوصي بالتعامل مع قوات البيشمركة والفصائل السنية المسلحة في العراق كقوتين منفصلتين من أجل "توازن القوى" أمام الكمّ الهائل من الجماعات المسلحة الشيعية. ويقول مراقبون إن القانون يمنح مجالاً واسعاً للولايات المتحدة الأمريكية بتجنب التعامل مع الحكومة العراقية وتوجيه الدعم مباشرة إلى السنة والكرد وتدريب قواتهم على يد القوات الأمريكية لان الحكومة العراقية رفضته سابقاً. وتقول تقارير إن القانون يضم فقرة تتحدث عن إنهاء الدعم للجماعات المسلحة الشيعية. وكان جمهوريون من مجلس النواب الأمريكي اقترحوا بتخصيص ميزانية لتمويل قوات البيشمركة الكردية، والقوات السنية وفقًا لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
صحيح ان بعض هذه المحاولات هي بالونات اختبارية يتقاسمون التصريحات الجادة والمترددة بينهما (الجمهوريين والديمقراطيين) في امريكا . لكنها جدية ايضا وخطيرة في هذا الوقت بالذات وعلى المعنيين بالخطاب الامريكي وهم الاخوة السنة والكرد ان يحددوا موقفهم منعا للالتباس. والا فالعراق سائر نحو التقسيم وسوف يضر ذلك بالجميع
فالعراق الموحد القوي يسهم في استقرار المنطقة وبدونه ينفتح باب المساومات والتملق والضعف مما يزيد المسألة تعقيدا.
ربما الاخوة الكرد يلامس ذلك طموحهم القديم اكثر من غيرهم لأن خطابهم السياسي منذ وقت طويل مع الانفصال ولكنهم اذا ما راجعوا انفسهم سيجدون انفسهم اول الخاسرين . اما الاخوة السنة -ونضطر لهذه اللغة لان بعضهم اخذ بلغة هذا الخطاب الذي لانقبل به بسهولة – فهم الان على المحك لاظهار وطنيتهم وعدم ارتمائهم في المستنقع الامريكي اكثر من ذلك . والشرفاء الوطنيون من اخواننا السنة عليهم ان يحسموا امرهم للوقوف ببسالة لافشال هذا المخطط الامريكي المريض لتقسيم العراق وفضح المتورطين .
(وان هذه امتكم امة واحدة واياي فاتقون) سورة المؤمنون : 52
29-4-2015
مركز دراسات جنوب العراق
|