
إجابة على سؤال في موقع كتابات على موضوع (وقتلهم الانبياء).
سليمان علي صميدة ، في 2015/04/18 . الفاضلة ايزابيل
شكرا على هذه الشهادة الصادقة و السؤال المهم هو كيف قتل اليهود الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم ؟ و شكرا
أولا : لم نسمع او نقرأ أن الأمم الأخرى قد قاموا قتل الانبياء حتى الامم الوثنية فقبل ظهور مجتمع اليهود وما يحمل من تناقضات وأمراض واحلام (مسّيانية) تُشكل خطورة لكل من يقع خارج دائرتهم. فلم نسمع أن الصابئية أو البوذية او المجوسية او الديانات الهند الوثنية قامت بقتل الأنبياء او المصلحين . فقط هم اليهود ومن جاورهم (1)، والسبب أن لهم احلام خاصة بهم رسموها طيلة مئآت من سنين الحرمان والبداوة والخوف. هذه الاحلام التي أُطلق عليها أنا (أحلام البدوي) الذي يحلم بعالم خال من التعب تتوفر فيه كل احتياجاته أرض تفيض لبناً وعسل من دون أن يتعبوا فيها أرض (يسلبها) الله من الناس ويعطيها لهم كما تصف ذلك التوراة بأن الله اوعدهم بأن يعطيهم ذلك : ((متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي حلف أن يعطيك، إلى مدن عظيمة جيدة لم تبنها، وبيوت مملوءة كل خير لم تملأها، وأبآر محفورة لم تحفرها، وكروم وزيتون لم تغرسها، وأكلت وشبعت)).(2)
فكانت عينهم دائما وابدا على فلسطين.لأنها تقع بالقرب من أعظم ثلاث دول (مصر ، سوريا ، العراق). وهي الأرض التي تفيض لبناً وعسل أو ما يُطلق عليه حلم (من النيل إلى الفرات).
ومن هنا فإن توراتهم حفلت بأمثال هذه الاماني المريضة وانعكست على شكل نصوص تم اقحامها بعناية وسط النصوص المقدسة فكرست هذه العقول كل قدرتها الشيطانية التي اكتسبتها خلال رحلة البحث عن (الكلأ والماء) طيلة قرون متمادية يجوبون الأرض يرون حضارات قائمة وامم لها تاريخها وكياناتها فيحسدون هذه الأمم على حياة الرفاهية والازدهار التي يعيشونها بينما كانت حياة اليهود تعاني من الجفاف والحرمان .
فكانت عقولهم تخطط بصمت وترسم على خارطة عقلها الآفن شكل (القائد) الذي سوف يقودهم لتحقيق كل أحلامهم . ويُخططون لوطن تخطه اقدامهم نسبوه فيما بعد للرب الله حيث زعموا أن الرب اوعدهم قائلا كما في : سفر التثنية 11: 24 (كل موضع تدوسه اخامص اقدامكم يكون لكم) فرسموا في عقولهم (ربا) خاص بهم (إليه إسرائيل) يختلف عن باقي الآلهة يزورهم في الخيام ويتمشى بينهم يحمل ليلا مشعلا ليُضيء لهم الطريق ويحمل نهارا (هراوة توثيه) ضخمة ليطرد الامم من امامهم .
ثم رسموا شكل القائد الذي سوف يرسله لهم هذه الإله المحارب (رب الجنود) فلا يقبلون بأي قائد لا تنطبق عليه المواصفاة التي رسموها له ولذلك فإن اي قائد يأتيهم من خارجهم لا يقبلوه ابدا ويقفوا في طريقه لأنه يأمرهم بغير ما في نفوسهم فيعمدون إلى تكذيبه أو قتله ووأد دعوته غدرا لأنهم جبناء لا يواجهون ، وفي كثير من الاحيان فإنهم يدفعون بالمرتزقة لتصفية كل من يقف في طريقهم قاطعا عليهم احلامهم.
ثانيا : اما مسألة قتل النبي محمد فلم تثبت عندي لحد الآن لأني تحققت في قول الرب في القرآن المقدس : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل) . فقدم الرب الموت على القتل وفي هذا اشارة لربما ان محمدا مات ولم يُقتل ومع ذلك فإن إيراد (القتل) هنا لربما مفادها ان محمدا سيموت بفعل محاولة قتل سابقة بقى تأثيرها إلى حين، وفعلا مات متأثرها بسبها، أو أن سبب موته سيكون قتلا خفيا بدواء او شربة معينة فيتصوره الناس موتا طبيعيا، ولكني وجدت اشارات في الكتاب المقدس وبعض ملاحقه بأن نبيا يأتي بعد يسوع يموت بسبب لدغة أفعى ، وبما أن الكتاب المقدس يستخدم الرمزية كثيرا في فقراته وهو ما يُطلق عليه الامثال (3) ، فلربما يُشير النص إلى ان هناك امرأة وراء محاولة الاغتيال ، وانا في طور تحقيق ذلك. تحياتي.
مصادر.
1- العرب الذين كانوا حلفاء اليهود في مكة وما جاورها هم من حارب النبي عند اعلانه دعوته وحاولوا قتله مرارا وتكرارا بالتواطئ مع يهود الجزيرة فكانت العرب تحصل على السلاح والسموم منهم ، ولما لم يفلحوا في قتله عمدوا إلى الاندساس لتشويه ما جاء به ، ولايزال بعض العرب او الاعراب يعقدون الاحلاف مع اليهود لقتل اخوانهم من نفس القومية والدين ويُشوهون صورة الدين.
2- سفر التثنية 6: 9.و سفر يشوع 24: 11 (عبرتم الأردن وأتيتم إلى أريحا. فحاربكم أصحاب أريحا: الأموريون والفرزيون والكنعانيون والحثيون والجرجاشيون والحويون واليبوسيون، فدفعتهم وأرسلت قدامكم الزنابير وطردتهم من أمامكم ، لا بسيفك ولا بقوسك. وأعطيتكم أرضا لم تتعبوا عليها، ومدنا لم تبنوها وتسكنون بها، ومن كروم وزيتون لم تغرسوها تأكلون). وهكذا حصلوا على هذه المدن من دون قتال لأن ربهم ارسل الزنابير فطردت هذه الشعوب واخلت لهم تلك المدن.
3- استخدم يسوع المسيح لغة الأمثال خصوصا فيما يتعلق بالمستقبل البعيد كما يذكر الانجيل في إنجيل متى 13: 3 ((فكلمهم كثيرا بأمثال فتقدم التلاميذ وقالوا له: لماذا تكلمهم بأمثال؟فأجاب وقال لهم أكلمهم بأمثال، لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون)). وهي اللغة نفسها التي استخدمها الرب في القرآن المقدس حينما قال في سورة الحشر 21 : ((وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)). |