لو قرأنا كل تاريخ العراق العراقيين بدقة لا تضح لنا بشكل واضح وجلي انهم لا يصلحون للحروب ولا العدوان انهم اهل عقل وسلام فانهم لا يبدعون في الحروب بل انهم عرفوا بين الناس لا خبرة ولا معرفة لهم بالحروب لان الحروب من طبيعة الحيوان المتوحش وليس من طبيعة الانسان المتحضر لهذا فانهم يبدعون في السلام فهنا تتحرر عقولهم ويبدعون فانهم مصدر ومنشأ الافكار الجديدة والحركات الفكرية والسياسية ومنهم انطلقت دعوات التجديد والتغيير والاصلاح وشعل التنوير والتحرر لهذا اطلق عليهم عبارة اهل فتن وشغب اهل شقاق ونفاق فكان الطاغية معاوية ومن معه لا يخشون الا العراقيين ولا يعيرون اهميه الا لهم فعندما فكر في تعيين وتنصيب ابنه المجرم يزيد خليفة من بعده فكان مترددا خوفا من غضب المسلمين فذهب اليه الانتهازي المعروف والملفق المشهور المغيرة بن شعبة وقال له لا تخف الا من العراقيين انا اقمع واذبح اهل الكوفة وزياد يقمع ويذبح اهل البصرة وهكذا نشل اي حركة مضادة لهم وندفن اي صوت صادق اما بقية الامصار لا رأي لها ولا موقف وفعلا تجرأ الطاغية معاوية ونفذ امره لهذا نرى القوى الغازية من خارج العراق من الاعراب سواء اعراب الصحراء اعراب الجبل هدفهم اشعال نيران الحروب بكل انواعها لا شغال العراقيين في امور جانبية هامشية تحول بينهم وبين نموعقولهم ووعيهم
وهذا هو سبب تكالب القوى الظلامية والوحشية على العراق من اجل تدمير العقل العراقي واخماد اي نقطة ضوء تشع في العراق فانطلاقة العراق ونهوضه انطلاقة المنطقة ونهوضها وانكسار العراق انكسار المنطقة وتخلفها
فالعراقي بشكل عام انساني النزعة وهذه النزعة اعطته طبيعة الرحمة والحب للاخرين حتى لو كان عدوه واحترام العقل والتوجه الى العلم والعمل
لهذا فان العراق تعرض لهجمات ظلامية واسعة عديدة من قبل اعراب الجبل واعراب الصحرا ء في مراحل تاريخه المختلفة وحتى عصرنا كان هدفهم جميعا هو اعادة العراقي الى مرحلة الحيوان ولكن العراقي بشكل عام لم يستسلم لهذا الامر
فكلما حاول العراق النهوض والتطور والتوجه الى العلم والعمل الى البناء تبدأ عليه هجمة ظلامية متوحشة من جهات عديدة فتعيق حركته وتشلها وبالتالي تمنعه من اي حركة فاي نظرة موضوعية للتاريخ لاتضح لك ذلك بصورة واضحة ولنأخذ حالتين حالة ثورة تموز عام 1958 وحالة يوم الحرية والتحرير 2003
فالشعب العراقي بعد ثورة 14 تموز عام 1958 بدا في لم شمله والتوجه لبناء نفسه ووطنه فهبت عليه عاصفة صفراء جمعت كل اعدائه من قومجين ووهابين وكل اهل الجاهلية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود وتمكنوا من وقف حركة الشعب العراقي واخماد شعلته في يوم اسود يوم 8 شباط 1963 واستطاعوا ان يدخلوا العراق والعراقيين في فترة مظلمة متوحشة حتى 8- 4- 2003 في هذا اليوم تبدد الظلام وقبر الظالمين واشرقت شمس الحرية على العراق والعراقيين وتحررت عقول العراقيين
فشعر اعداء العراق بالخطر فلابد من القضاء على هذا الخطر اي القضاء على العراق الجديد اي على العملية السياسية السلمية اي على الديمقراطية والتعددية التي اختارها فهذه امور ليست من عاداتنا وتقاليدنا انها من عادات الغرب الكافر لهذا فالعراقيون كافرون وما جزاء الكافر
طبعا ذبحه واسر زوجته واغتصابها وبيعها ونهب امواله فاصدروا الفتاوى التي تجيز ذلك وقالوا من يريد دخول الجنة واللقاء بالرسول معاوية والرب ابوسفيان يذهب الى العراق فباب الجنة في العراق ولا يفتح الا بذبح عشرة عراقيين واغتصاب عشر عراقيات وتفجير عشرة مساجد منازل اضرحة
وهرولت الكلاب الوهابية من كل شارع وساحة ومدينة متوجهة الى العراق حيث استقبلوا من قبل الكلاب الصدامية بعد ان اعتنقوا الدين الوهابي قيل ان صدام امرهم واوصاهم اذا قبر فربهم ال سعود حيث اسرعوا ونفذوا الوصية
ومنذ ذلك الوقت وهم يذبحون ويغتصبون ويفجرون ويدمرون
ومع ذلك فالعراقيون ردهم لا يزال عقلاني حضاري متمسكون بالقيم والمبادئ الانسانية
لا يبدءون في قتال لا يجهزون على جريح لا يتبعون هارب
رغم الهجمة الظلامية الكبيرة والواسعة على العراق والعراقيين التي جمعت كل الحاقدين والمجرمين وكل حقدهم وكل اجرامهم في كل التاريخ الا اني على يقين بنصر العراقيين وتبديد ظلام الظالمين وازالة حقد الحاقدين
لاول مرة يتوحد العراقيون جميعا حول قوة واحدة هي قوة الحشد الشعبي وتحت زعامة واحدة هي المرجعية الدينية العليا بزعامة الامام السيستاني وتوجهوا جميعا للدفاع عن القيم الانسانية السامية عن الحياة الحرة الكريمة