• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأنبار معركة الجغرافية وفلول التاريخ .
                          • الكاتب : عباس الكتبي .

الأنبار معركة الجغرافية وفلول التاريخ

تحتل الانبار موقع استراتيجي هام، ومركزا تجاريا للعاصمة، فهي بوابة من بوابات البلد، تاريخيا يطلق عليها( حد فارس)، وفيها سوق يجتمع فيه التجار في رأس كل سنة من العرب والفرس وقتئذ، وتعتبر مركز تجاريا عالميا، وكانت العرب تسميها الأهراء، يعني موضع يجمع فيه الطعام. 
ولأهمية موقعها، أشار أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ لذلك، عندما غزاها معاوية بقيادة الغامدي، قائلا:(… فأنتدبوا أليهم حتى تلاقوهم، فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا).
فتح المسلمون هذه المدينة( الأنبار)، في خلافة أبي بكر، فسار أليها جيش تحت قيادة خالد بن الوليد، فحدثت بينه وبين شيرزاد صاحب( ساباط)، معركة هائلة اضطر الفرس فيها لطلب الصلح. 
هاجمها معاوية، في خلافة علي( ع)، وبعث أليها جيش تحت قيادة سفيان بن عوف الغامدي، قال:  دعاني معاوية فقال:( أني باعثك في جيش كثيف ذي أداة وجلادة… أن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم، وتفرح كل من له فينا هوى منهم، وتدعو إلينا كل من خاف الدوائر، فأقتل من لقيته ممّن ليس هو على مثل رأيك، وخرّب كل ما مررت به من القرى، واحرب الأموال، فأن حَرَب الأموال( سلب المال) شبيه بالقتل، وهو أوجع للقلب).
هذه الوصية من معاوية، تشرح لنا سبب ما يفعله الدواعش، من السلب، والنهب، والقتل، وتخريب آبار النفط، وهي شبيها بتعليمات أمير ولاية صلاح الدين، أبو أسحاق السامرائي. 
بعد الأطلاع على تاريخ الأنبار، ثبت ان هذه المدينة استوطنها أعراب البادية، وهم جفاة أغلاظ قلوبهم، وفكر وسياسة معاوية، اقرب إليهم من علي( ع)، وهذا ما أكده الغامدي بعد هجومه على الأنبار، بقوله:( فوالله ما لبثنا إلا يسيراً حتى رأيت رجال أهل العراق، يأتوننا على الإبل هرّابا من عسكر علي)، أذن هي أموية الهوى، ولليوم موروثها التاريخي قائم، وهذا ما قاله أحد أبنائها، هو العلامة الدكتور الشيخ احمد الكبيسي، عندما قال على احدى الفضائيات: اهل الانبار ناصبيون، ينصبون العداء لعلي وشيعته. 
ومن هنا نحذر القيادات العسكرية، في التعامل معها بحذر وحكمة ومهنية عالية، وعدم زج الحشد الشعبي في تحريرها، بل تترك لأهلها ولعشائرها الموالية للدولة،وبمساعدة الجيش والشرطة، على غرار ما فعله الأمريكان وتأسيسهم للصحوات. 
بل كان من الحرفية العسكرية، قبل الأتجاه لتحرير الرمادي، هو تحرير كافة مناطق تكريت وتصفيتها من الأرهاب، كالصينية، وبيجي، وحويجة، والشرقاط، ومسك الأرض بعدها، فأن معركة الرمادي صعبة وعسيرة، وأذا أنتكس الجيش والحشد، فالعواقب ستكون سيئة جدا، وتذهب الأنتصارات السابقة سدى. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60695
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16