في الأسبوع الماضي التقيت بدبلوماسي ليبي .. فسألته عن الأوضاع في ليبيا.
قال في هدوء يعاني الشعب الليبي من الحرب الدائرة بين الشعب الواحد وارهاق الآلف اللاجئين! وتعالى بكاء الأطفال لتلك الحرب، يخالطه ولولة الأمهات وهم يرون التيارات المتحاربة يقتحمون عليهم بيوتهم للبحث عن المقاتلين للفتك بهم !! حتى اصبح الليبيون يتساءلون أي لعنة ضربتهم ، وتلاحقهم منذ سقوط نظام الراحل القذافي وهم الشعب الطيب المتسامح . وبدلا من تضافر الجهود لمواجهة هذه المصائب ، فإن اتهامات عديدة وجهت الى مختلف المجموعات المسلحة ، بما فيها الجيش الحكومي . بقيت أنظر إليه.. وهو يسرد الوضع في ليبيا وكأني أنظر من بين قضبان سوداء إلى عالم خالي من الشفقة والرحمة. قلت و أنا أكاد أبكي مما سمعت يبدو أن قوات حفتر تقترب من حسم الحرب لصالحها ! قال الرجل وهو يتنحنح كأنه عجز عن الإجابة : الشعب الليبي عانى الكثير من حكم العسكر وبالتالي في اعتقادي أنه لن يقبل حكم عسكري آخر . قلت في برود عجيب : هذا يعني أن الأمور تتجه نحو قبول نظام حكم تتزعمه قوات فجر ليبيا . قال وهو يرسم ابتسامة قوية فوق شفتيه :
أعتقد أن الشعب سيقبل نظام تتزعمه قوات فجر ليبيا. قلت وأنا أفتش عن ابتسام : الرئيس المصري لا يتحمل ان يكون على رأس النظام في ليبيا إسلامي . و نفس الشيء بالنسبة الى الدول العربية الأخرى والغرب !!! وسيتدخلون جميعهم عسكريا أن حدث ذلك !! اصفر الرجل وشحب لونه شحوبا شديدا، وقال مضطربا : بلدان المغرب العربي لن تسمح بذلك .. قلت كأني أهزأ من تفكيره :
بلدان المغرب العربي منقسمة و لا يمكنها أن تجتمع على رأي واحد !!! صمت برهة واستطرد : في حالة فشل المفاوضات والحوار السلمي في ليبيا سيكون الباب مفتوحا أمام القوى العربية للتدخل خاصة بعد طلب الحكومة الليبية من جماعة الدول العربية التدخل العسكري في ليبيا لتدهور الأوضاع ومساعدة الجيش الليبي الوطني من استعادة السيطرة ودحر الجماعات الإرهابية. قلت في صوت خفيض : الضرب العربية العشوائية في اليمن فشلت بالرغم القوات الجوية المتطورة !!!لهذا من الوقاحة تطبيقها في ليبيا . من هذا وذاك اعتقد ان اللواء خفتر لا يملك الخبرة ولا الكاريزما اللازمتين لإخراج البلاد من المستنقع الذي تغرق فيه منذ الإطاحة بنظام الراحل القذافي . |