• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : اﻻرهاب...والتراث .
                          • الكاتب : باقر الخرسان .

اﻻرهاب...والتراث

 عندما يقال أن ﻻ إرهاب دون حواضن تساعده فأن هذه الحواضن ﻻتنحصر في نوع واحد بل تتوزع بين الحواضن الجغرافية والسياسة واهمها الحاضنة الفكرية. في العراق مثﻻ وجدت داعش وقبلها شقيقاتها حواضن جمعت بين ثﻻثة ابعاد سياسية وجغرافية ومذهبية ، تضافرت كلها في توفير البيئة الصالحة لنشاط الجماعات اﻷرهابية. الذي اريد الحديث عنها هنا البيئة الفكرية والعقائدية التي وفرت الغطاء لجماعات إرهابية لتتمكن منخداع آﻵف من الشبال من انحاء العالم وجذبهم الی مستنقع اﻹرهاب والجريمة والقتل والذبح الذي يمارس بروح جهادية تنوي التقرب الی الله والعشاء مع رسوله (ص) ﻻينطبق علی داعش العراق وسوريا فقط وانما علی جميع الحركات اﻹرهابية التي تتستر باسم الله والدين.
يشن الباحث المصري إسﻻم البحيري حملة عشواء مدعومة باﻷدلة علی اﻷساس الفكري الذي يقوم عليه اﻹرهاب، من خﻻل نبش آﻻف الروايات تشرعن ما تمارسه حركات اﻹرهاب اليوم وتجعل اﻵخرين يسمونه باﻷرهاب اﻷسﻻمي.يقول البحيري ان اللوم يجب أﻵ يوجه الی داعش واخواتها بل الی من أسسوا ذلك التراث عبر روايات كاذبة وافتراءات يكشف زيفها نص القران الكريم . روايات جعلت من النبي اﻷكرم (صلی الله عليه وآله وسلم)ذباحا وانسانا متوحشا ﻻيعرف غير القتل والبطش، ما جعل الكثيرين يطلقون صفة اﻷسﻻمي علی هذا الفكر وهذا التراث يغفل هؤﻻء -أو يتغافلون -عن أن الثير من اﻷحاديث المنقولة عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم) هي احاديث موضوعة علی يد رواة أستخدموا في مهمة تثبيت نفوذ بني امية في الحكم في عهد معاوية، وتشويه صورة الخط اﻻسﻻمي الذي اراد حماية الدين من هذا التﻻعب .عملية التزوير والتحريف استمرت بعد ذلك علی يد من اصبحوا رموز مذاهب واطلقت عليهم صفات التقديس رغم اﻻدلة الواضحة علی زيف ما نقلوه وما أصبح دليﻻ يسترشد به الكثير من فقراء الفكروالوعي ، واداة بيد اجهزة مخابراتيه في خلق تيارات أرهاب وقتل وتفتيت للمجتمعات السﻻمية، فضﻻ عن اﻵخرين من غير المسلمين في مصر التي تتعرض لهذا اﻻرهاب وتتعالی الكثير من اﻻصواتلفضح هذا التراث السيئ برواياته واحاديثه وشخوصه أحد أستطﻻعات الرأي بين أن حواليسبعين بالمئة من المصرين يؤيدون تنقيح التراث المنسوب لﻷسﻻم، ويتوجهون في ذلك الی اﻻزهر لمطالبته بالمبادرة الی ذلك ولكن بعض العلما والباحثين المصرين يقولون ان العلة تكمن باﻻزهر نفسه ويرون ان ما يتبناه من فكر وكتب ورموز هو اساس البﻻء.
هناك مقررات في مدارس اﻷزهر ومعاهده تعطي الغطاء الشرعي للجرائم التي تمارسها الجماعات اﻷرهابية في مصر وباقي دول المنطقة اليوم. وهنا تبدو الحاجة الی ثورة تطيح بكل هذا الركام من التراث المزور وليس الی حركة تصحيح ﻻيمكنها الصمود امام حجم الكارثة الفكرية الموجودة .
صحيح اننابحاجة الی معالجة الحواضن الجغرافية والسياسية لﻷرهاب في العراق اليوم، لكن هذا اﻷرهاب قد ينحسر اليوم ويعود ﻻحقا باسم جديد لذلك فأن المطلوب هو معالجة الحواضن الفكرية التي اﻻرهاب عابرا للقارات وليس محصورا في بلد او منطقة واحدة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=60236
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 04 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15