كل القلوب والعيون كانت ترقب تحركات القوى الامنية والجيش وابناء الحشد الشعبي ومن انضم معهم من ابناء العشائر في المناطق وهي تتقدم المنطقة تلو المنطقة لتطهيرها من داعش العناصر الاجرامية التي عبثت بها ومنهم من هم من اهل المناطق التي احتضنتهم ووفرت لهم الامان وهم فيهم الكثير من الغرباء من شيشانيين ومغاربة وتونسيين وخليجيين وافارقة وغيرهم ما يعني ان الهجمة كانت شرسة جدا على الشعب العراقي وتميل الى تمزيقه وتفريقه على أسس طائفية لا تبقي ولا تذر ليس في العراق فحسب وانما في المنطقة عموما والعالم لأن الارهاب لو تمكن من ترسيخ عرى قوته داخل العراق وتشكيل كيان ثابت لهم في تلك المناطق فهو سينطلق الى كل الدول دون تردد .
من هنا استشعرت المرجعية العليا في النجف الاشرف تلك الكارثة فأعلنت فتواها المشهورة بالجهاد الكفائي ولم تتوقف عند الفتوى الجهادية لمقاتلة تلك العصابات السادية والاجرامية المتعطشة الى دماء الابرياء فكانت المنهجية انطلقت بشكل كبير ومنظم من قبل الجهات السياسية التي تخضع لها فصائل مسلحة لتكون تحت جناح ووصايا المرجعية وفي امرتها لتطويع الشباب بشكل منتظم فهب أهالي الفرات الاوسط والجنوب ملبين النداء بالاعتبارات العقائدية من ناحية التقليد والفقه الجعفري ولذلك كان الاغلبية الساحقة من المتطوعين هم من تلك المناطق .
هذه الفتوى تجاوبت معها الحكومة العراقية وعلى رأسها السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي وكان مثالا للتعامل بكل جدية مع حكمة المرجعية في توجيه الامور بالشكل الصحيح وما يثير الاعجاب ان السيد العبادي تعامل مع كل المعطيات على الارض وتواصل مع المجتمع الدولي ومع الوضع الداخلي وتمكن من تذليل الكثير من التقاطعات السياسية والامنية خصوصا بين الفصائل المجاهدة في ساحة المعركة وبين قوى التحالف الدولي وكذلك الجانب الايراني الذي كان فاعلا بشكل كبير على ارض المعركة وبذلك كانت الحكمة متكاملة من قبل السيد العبادي على ابقاء النصر في صلاح الدين عراقيا وبيد عراقية مع ارضاء كافة الاطراف الدولية الاخرى والمهم في ذلك ان الحكمة تمثلت في ان يكون التحرير في تكريت نظيفا بعيدا عن أذى المدنيين وممتلكاتهم الا ما تم تخريبه من قبل عناصر داعش وهو بذلك يتفق مع ما اوصت به المرجعية الدينية في الحفاظ على ارواح الناس وممتلكاتهم ،، وفقا لذلك يكون النصر متكاملا من كل الجهات ويمكن لنا القول ان النصر تحقق بفضل حرص المرجعية ومتابعتها والتزام الحكومة بواجباتها والفضل الاكبر للسواعد السمر التي قاتلت وسطرت اروع الملاحم بكل توجهاتهم القومية والدينية والمذهبية فكانت دماء الجرحى والشهداء علامة كبيرة للنصر واندحر ارهاب داعش ومن احتضنهم فولوا هاربين جبناء لمن فلت منهم من ايدي المقاتلين العراقيين. |