• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خذوا من مال الامير .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

خذوا من مال الامير

ما تشهده المنطقة العربية من احداث ملتهبة ودامية  , وفي الحرب ( عاصفة الحزم ) على اليمن التي تنذر  بالتدمير والخراب  الشامل لليمن  , وما افرزت تطورات الاحداث والاصفاف الدولي والاقليمي  الجديد ,  مع الحرب وتأييد شن الحرب على اليمن ,  والوقوف مع السعودية وبلدان الخليج  , تشكل  انقلاب في معايير القانون الدولي , وتنظيم العلاقات بين الدول , بالشكل الذي تنص عليه بنود القانون والاعراف والمواثيق  الدولية , التي تنص على  احترام المصالح المشتركة ,والتقيد الصارم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية , واحترام استقلالية وسيادة الدول  , وعدم  التأثير على الازمات الداخلية بمناصرة  فريق معين  ضد فريق اخر  . هذه القوانين والاعراف والمواثيق الدولية  , مزقتها الحرب على اليمن و ( عاصفة الحزم ) , فقد سقطت العلاقات الدولية ومصالحها المشتركة  , امام امتحان  المال السعودي ( البترودولار ) وتهاوى الحكام العرب والدول الاقليمية والدولية , امام استجداء المال السعودي , بان تغير مواقفها بنسبة 180% امام البريق المال الخليجي  . واصبح المال هو العمود الفقري , الذي يحدد بوصلة المواقف الدولية والسياسية , وربح الرهان عليه بشكل كامل , في شراء المواقف التأييد الكامل ل ( عاصفة الحزم ) . والتغاضي عن القانون الدولي واعرافه واصوله وضوابطه , هكذا انساقوا حكام العرب كالخرفان , في قمة القمامة في ( شرم الشيخ ) بالرهان على كسب  المال الخليجي , الذي اصبح عصب الحياة بالنسبة اليهم , وان من يدفع اكثر يفوز بالمبتغى والمشتهى والموعود , ومسار  الاحداث العاصفة في المنطقة العربية , تشير بانه لا يمكن حسم الصراعات  والازمات الطاحنة  , إلا باستخدام المال والرهان الكامل عليه , لانه يقرر زعامة المنطقة الاقليمية ,  ومصير الشعوب العربية , ولكنه من جانب اخر ,  يحدث انقسام خطير في الاصفاف العربي , ويدخل في منزلقات خطيرة تحرق الاخضر واليابس , اذا تحول الى صراع طائفي ومذهبي بحت . لانه سيشعل النار في المصالح الاقليمية , ويعمق الازمات الداخلية داخل البلدان العربية , والعراق ليس ببعيد عن هذه الحرائق . ولكنه من طرف  اخر يحشر ايران في زاوية ضيقة  ومحصورة , في العزلة التامة  في علاقاتها مع الدول الاقليمية والدولية  , واصبحت المعادلة الجديدة واضحة لاتقبل الشك  , في انعزال ايران وابتعاد الاصدقاء والحلفاء , الذين كانوا بالامس من اشد المناصرين لها , ومثال على ذلك في خضم العجائب والغرائب المدهشة في المواقف  , منظمة ( حماس الفلسطينية ) التي نفضت ايديها بالعلاقة مع ايران وانحازت الى الموقف السعودي . وتناست وتغافلت بانها حاربت اسرائيل بالصواريخ الايرانية , ولولا الدعم المالي الايراني لما وقفت على قدميها , وكذلك حاكم السودان المطالب الى محكمة لاهاي الدولية كمجرم حرب ضد الانسانية , لولا الدعم بالسلاح والمال الايراني , لكان  من اعداد الموتى تحت التراب ,  هو ونظامه الفاسد . يشارك حالياً  كشريك فعال في ( عاصفة الحزم ) , وكذلك الباكستان وغيرها , هذا غيض من فيض من اصدقاء وحلفاء ايران بالامس , الذين سالت لعابهم امام ( البترودولار ) . لاشك ان هذه المتغيرات المفاجئة , تشكل صفعة قوية , ودرساً قاسياً الى القيادة الايرانية , ويدل بان في علاقاتها مع هذه الدول , لم تستند الى معايير الصحيحة والسليمة , في العلاقة والصداقة  , وهي تشير الى وجود خلل كبير , واخطاء فادحة في العلاقات الاقليمية والدولية . وهذا يستدعي المراجعة الشاملة في السياسة الخارجية التي تنشد العلاقات والمصالح المشتركة ذات النفع المتبادل , في احترام الدول في السيادة والاستقلال , وعدم التدخل في الشؤون الداخلية , وفق اسس ومناهج سليمة لاغبار فيها . وعدم  الاخلال في القانون الدولي وتنظيم العلاقات , وفق اسس سليمة . وكذلك تتطلب الحاجة الملحة , الى كبح ولجم بعض الاصوات في القيادة الايرانية , التي تعيش مع الماضي العتيق , في عقلية  الاطماع العدوانية والتوسعية , وفكرة الامبراطورية , وتبعية الدول , بان تكون تابعة  ضمن هذه الامبراطورية المزعومة , التي تكبد ايران خسائر فادحة لا تعوض في علاقاتها الاقليمة والدولية , وهذا يجرها  الى الانعزال بانها دولة عدوانية توسعية , يجب ان تشطب هذه المفاهيم  من القاموس السياسي , ورسم سياسة خارجية مغايرة تماماً




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=59870
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16