البعض يطبّل بما يهوى ويرمي التهم على الإسلام في مجالات شتى ومنها مجال الحكم وتقييم المرأة , متناسيا ما جاءت به الأمم تاريخيا والإمبراطوريات السابقة بل حتى في وقتنا الحاضر من البلدان المدعية للحرية والديمقراطية ورفع مكانة المرأة:
فلو تسلسلنا بذكر نماذج من المقولات التي تعكس صورة النظر للمرأة في التاريخ وإلى اليوم نلاحظ مايلي:
فلو تتبعنا الحضارة عند الإغريقيين لوجدنا انهم قالوا عن المرأة: ( شجرة مسمومة، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان، وتباع كأي سلعة متاع ) هذا هو نظرهم للمرأة.
ولا يتخلف عنهم الرومان حيث قالوا عن المرأة: ( أنها ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت ) فعجبا للبشاعة في هذا منهم ومن معتقداتهم الباطلة.
وأما عند الصينيين فأنهم قالوا عن المرأة: ( مياه مؤلمة تغسل السعادة، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها ).
وأما عند الهنود قالوا عن المرأة: ( ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من المرأة، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق معه ) فياللهول الذي توصف به عندهم.
وعند الفرس أنهم: (أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت).
وأما عند اليهود أنهم قالوا عن المرأة: ( لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز لأبيها بيعها ) لم يغادر التاريخ ما قالوه وما فعلوه بالنساء.
وعند الأوروبيين فما طرحوه من العجب العجاب حيث عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث وفي عنوان: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ !,
هل لها روح أم ليست لها روح؟
وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟,
وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟
وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان، وبعد هذا الانجاز حددوا أن وجودها على أنها خلقت لخدمة الرجل فحسب.
وفي انكلترا أصدر البرلمان قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف), لأنَّها تعتبر نجسة, وعند ولادة المرأة تقول الكنيسة دعهن يتألمن وهيا نساعد الرب فى الانتقام منهن.
ولا نستثني ما عند العرب قبل الإسلام: ( تبغض بغض الموت، بل يؤدي الحال إلى وأدها أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة )
هكذا تسلسلت وتنوعت تعاملات الدول والحضارات ما قبل الإسلام مع المرأة.
وجاء الإسلام ليكون المحرر الحقيقي للمرأة بكل ما أوتي من دعم لها وللمجتمع وما أوتي من مبادئ العدل والمساواة الحقة النابعة من الحكيم القدير ( الله اكبر ) جاء ليرفع المرأة حتى أطلق على بعض منهن أنهن سيدات العالم, هذه رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء, بصفات غيرت وجه التاريخ الأسود القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً:
قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة: من الآية228),
قال تعالى: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(النساء: من الآية19),
قال تعالى:( )َ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ)(البقرة: من الآية232)
قال تعالى: ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ)(البقرة: من الآية236)
قال تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ)(الطلاق: من الآية6)
وكثير من الآيات وصفت ومجدت ورفع مكانة المرأة من حيث أنها مخلوق وإنسان وأم وزوجة وأخت ومربية للأجيال ولها مثل الذي عليها.
وجاء الرسول الكريم ( صلى الله وعليه وآله) مصرحا بلسان النبوة الحقة ليبين لنا مكانة المرأة:
وكان يؤتى صلى الله عليه وآله وسلم بالهدية، فيقول : (اذهبوا بها على فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة), وهو القائل: ( استوصوا بالنساء خيراً ), و(لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخـر), و( إنما النـساء شقائق الرجال), و( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف), و(أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك), و(من سعادة بن آدم المرأة الصالحة).
هذه المرأة ولتقارن حتى مع الغرب اليوم الذي جعل منها عبارة عن آلة لإشباع رغبات الرجال لأجل التشبع والتفرغ للعمل والإنتاج وجرفها نحو التبذل الذي يضيف نتائج مأساوية لتاريخها, أما الإسلام فقد رآها ريحانة البيت وعطر المنزل وسكن النفس.
F_m1333@yahoo.com |