ماذا لو لم يكن هناك الحشد الشعبي؟ هل بدر الى اذهاننا يوماً هذا السؤال ؟
وللجواب على هذا السؤال يجب ان نعرف الاسباب التي من اجلها اصدر المرجع الاعلى الامام علي السيستاني (دام ظله) فتوى الجهاد الكفائي التاريخية ؟ اصدرت المرجعية هذه الفتوى بعد ان كاد العراق كل العراق يقع بأيدي تنظيم داعش الاجرامي ، في وقت كانت جميع الظروف مهيئة لهم بعد ان انظم اليهم الالاف من ابناء بعض المحافظات التي تسمى (المحافظات المنتفضة) من البعثيين وازلام النظام المقبور مدعومين من بعض السياسيين الدواعش والابواق الاعلامية التي كانت تمنحهم الغطاء الاعلامي المطلوب وتسميهم ( ثوار العشائر) والتي لم تنفك بشن حرب اعلامية ضد قواتنا الامنية ووصفهم مرة بجيش المالكي واخرى بالجيش الصفوي وغيرها من هذه التسميات،وكلنا يتذكر التصريحات الرنانة لشيوخ الفتنة وتوعدهم ان المعركة سوف لن تتوقف في بغداد وانها سوف تمتد الى تدنيس المدن المقدسة ،ولا نريد ان نتحدث عن مدى خطورة وجدية هذه التهديدات.
من هنا نذهب الى الاهمية الكبرى لفتوى المرجعية والتي كانت السبب الرئيس في توجه مئات الالاف من ابناء المرجعية لتلبية هذا النداء المقدس للدفاع عن الارض والمقدسات والوقوف امام تمدد التنظيمات الاجرامية داعش ومن تحالف معهم وتنفيذ مخططهم الشيطاني المشؤوم باحتلال المدن وتهديم المقدسات واسقاط الحكومة وذبح الشيعة بسيف الحقد الطائفي والمشروع الوهابي الذي يكفر الجميع ،ولم يكتفي ابناء الحشد الشعبي الابطال في الدفاع وصد هجمات داعش انما انتقل من الدفاع الى الهجوم وتحرير المدن والمحافظات وتطهيرها من دنس هذه المجاميع الاجرامية التي اتنهكت جميع المحرمات من قتل وتهجير وتفجير المساجد ومقامات الانبياء والصالحين وسلب واستباحة البيوت والاعراض وتحطيم الارث التاريخي للعراق، ولا اريد ان اسهب في موضوع معروف لدى الجميع.
ولكن اريد ان اطرح سؤالين فقط على مجلس النواب والحكومة الموقرين ..
السؤال الاول : ماذا قدمت الحكومة لهؤلاء الابطال من رجال الحشد الشعبي ؟
والسؤال الثاني : ما هو المطلوب من الحكومة اتجاه هذا الحشد الشعبي المجاهد المؤمن والذين تركوا متاع الدنيا وتركوا الاباء والابناء والامهات والزوجات وتركوا كل شي خلف ظهورهم حاملين متسلحين بسلاح الايمان قلوبهم على الاكف دمائهم رخيصة يواصلون الليل بالنهار من اجل حفنة من المال وهم يدافعون عن الوطن والمقدسات ويطهرون المدن من دنس المجاميع الارهابية ؟
وقبل ان اختم استمعت الى مكالمة هاتفية من قبل احد المجاهدين في الحشد الشعبي من البصرة الفيحاء وهو يتصل ببرنامج يقدمة رجل دين في احدى الفضائيات العراقية ويسأل الشيخ ويقول " انا ذهبت للحشد خمسة مرات تلبية لنداء المرجعية وعندي زوجه وسبعة اطفال وليس لديهم معيل غيري ولم استلم اي راتب من الحكومة لحد اليوم فهل اذهب الى الحشد ام ابقى لكي اعيل عيالي"وهنا اقول بالله عليكم كيف لنا ان نجازي مثل هؤلاء الرجال المؤمنين الذين يحملون هذه الروح يتركون نسائهم و اطفالهم دون مال ولا معيل ملبين نداء الوطن والمرجعية ؟
اترك الجواب لممثلي الشعب في مجلس النواب والحكومة والموقربين .
|