لم ولن نتجنى على الازهر الشريف كتاريخ على مر العصور ولكن الحديث اليوم على من خان هذا التاريخ وتلاعب بحيثياته وتقبل أن يجعل من تلك المؤسسة مطية للمصالح السياسية وشهواتهم الذاتية وساحة مفتوحة لبعض الحكام ليمرروا اجنداتهم على حساب المبادئ والقيم التي بني عليها الازهر لينتقل من الثوابت والقيم الدينية الى تحريف الحقائق والتدليس والكذب على الاخرين .
هذا ما كشفه السيد محمد البرادعي السياسي المصري المعروف الذي رشح الى رئاسة جمهورية مصر العربية وقد فضح الازهر بقوله " في تصريح صحفي , ان الاخوة في وزارة المالية طلبوا مساعدة مشيخة الازهر لاصدار بيان يدين فصائل شيعة تقاتل تنظيم ” داعش” في العراق , مبينا”ان منحة سعودية بقيمة ثلاث مليارات دولار كانت متوقفة على هذا البيان . واضاف ان الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن , يضعها تحت ضغوط هائلة قد يضطرها احيانا” لاتخاذ مواقف تخدم اطراف اخرى , كما حصل مع قطر ودعمها لحكومة الاخوان , واليوم جاء الدورالسعودي وحكومة الجنرال السيسي ." وهنا نحتاج الى توقف عند الموقف المصري الذي تباين في خطواته فقبل فترة كان السيسي احد الداعمين الاقوياء لنصرة العراق والمدافع الحقيقي عن كل الاجراءات التي اتخذها العراق في مواجهة العراق سواء كان ذلك باسناد دولي او تكاتف الداخل العراقي بكل فصائله وقواه العسكرية والامنية وكان حينها العراق يدعم مصر بالبترول وفي الجانب الاقتصادي وعندما وصل بلدنا الى حالة التقشف واصبحت السيولة قليلة دخلت السعودية على الخط المصري لتضع أمامه الاموال ويسيل اللعاب ولكن دخول السعوديين كان من بوابة المرجعية الدينية لمصر المتمثلة بالأزهر وعلمائه الاشاوس الذين شدوا الاحزمة للدفاع عن داعش ومن يمول داعش في النظام السعودي الحاكم وعلى رأسهم السديريين وملكهم الحالي الذي ينتمي الى هذا الخط المتشدد فعمدوا الى دفع هذه المليارات الثلاثة التي لا تساوي شيئا عندهم فهي عبارة عن فلاسين ولكن في مصر استطاعوا ان يشتروا بها شرف الازهر الديني أو الفتيا التي يجب ان يضعوا الله بين أعينهم وأنهم سيلاقوا وجه الله يوما حين تقوم القيامة ويستعدوا للحساب لأنهم كذبوا وقلبوا الحقائق من أجل عيون المخابرات السعودية واجندتهم القذرة وان بيانهم الذي اصدروه ربما يريق دماء الابرياء لأنهم يزرعون الفتنة في العراق .