اعتاد كثير من الناس على تناول الفواكه بعد الوجبات الرئيسية اليومية , ظنا منهم ان ذلك قد يساعدهم على الهضم , حيث كشفت الدراسات الغذائية الحديثة خطأ ذلك , واكدت تلك الدراسات على ان تناول الفواكه بعد تناول وجبة الطعام يدمر انزيم (بيتالين) وهو انزيم اساسي في عملية هضم النشويات , واكد التقرير على ان الفاكهة تحتاج الى مرور بطيء في المعدة كي تهضم بصورة طبيعية , وعندما تلتقي باللحوم تتخمر في المعدة وتتحول الى كحول يعرقل عملية الهضم , مما يؤدي الى حدوث تسمم مصحوبا بانتفاخ في المعدة .
بالاضافة الى ذلك , فأن الفاكهة ستفقد كافة محتوياتها من الفيتامينات , وتضطرب عملية التمثيل الغذائي للبروتين مما يؤدي الى انتفاخ المعدة ايضا .
نظرا لفوائد الفاكهة وما تحوية من عناصر مهمة للجسم , ينصح التقرير بتناول الفاكهة اما قبل الاكل بساعة واحدة , او بعد الاكل بثلاث ساعات , او تناول وجبة كاملة من الفواكه , لضمان عملية هضم جيدة , مع امتصاص كامل للعناصر الغذائية .
هذه الدراسة قام بها فريق سويدي مختص في مركز الصحة العامة والمناعة , ونشرتها جريدة صحيفة \"الجمهورية\" المصرية .
الفقراء في امان من تلك المخاطر , فأن الاغلبية منهم لا يعرفون من الفاكهة سوى الاسم , ولا يعتقدون بشئ مؤثر كالفلافل , فتأثير الفلافل على المعدة يستمر طويلا , ويمدّ الجسم بالمزيد من الطاقة , خصوصا اذا زادت نسبة الباذنجان في اللفة , افضل من تأثير خمسة كيلو من الموز !!! .
اما الاغنياء , هم وحدهم فريسة لذلك الخطر المحتوم , وليس كل الاغنياء طبعا , بل نقصد اؤلئك الذين يسرفون , فيتناولون الوجبة الرئيسية , يتلوها شيئا من الحلويات , ويختموها بشئ من الفاكهة , مما يسبب الانتفاخ , وتعاظم البطن , وامتداد الكرش .
والان فلنتأمل ما جاء في كتاب الله العزيز , من سورة الواقعة الشريفة , حيث قال جل من قائل :{ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } سورة الواقعة(20-21) , حيث تقدم ذكر الفاكهة على الطعام .
حرّي بنا ان نتدبر ايات القرآن الكريم , بتمعن ونراعي التقديم والتأخير , ودقة اختيار الكلمات , كي نجده دليلا لنا في حياتنا اليومية وفي كافة المجالات , فكلما تقدم الزمن , وتعقدت الوسائل التي يستعملها الانسان , نجد القرآن الكريم لا يزال غضا طريا .
|