دعت خطب الجمعة فی العراق والعالم الاسلامی الى الاهتمام بالحشد الشعبي وتكريم شهدائه وانتقدت تأخر صرف رواتبه وفیما حذرت من خلايا الإرهاب النائمة وطالبت بإنهاء النزاعات العشائرية واکدت ان وصايا وتوجیهات المرجعية شرح لهويتنا الدينية ورسالة للانسانية جمعاء ودعت المسؤولین الی وضع اليات تواصل مع الشعب لقضاء حوائجهم وان المشاركة الواسعة في مسيرات انتصار الثورة عززت جبهة اصدقاء الثورة الاسلامية .
وشدد خطباء الجمعة في لبنان على ضرورة دعم الخطة الامنية وتعزيز وجود الدولة على كافة المناطق اللبنانية ولفتوا الى ان لبنان بحاجة ماسة الى التعاون بين ابنائه بالخير والصدق لحفظه من خلال دعم الجيش ومؤسسات الوطن من اجل تعزيز قدراته.
السید احمد الصافی – کربلاء المقدسة
ودعا السید احمد الصافی، ممثل المرجع الدینی السید علی السيستاني، الجهات الحكومة الى الالتزام بتوفير رواتب الحشد الشعبي وللاهتمام بالمتطوعين لولا مشاركتهم في الحرب لكانت الأمور مختلفة ولولا جهودهم لعلم الله اين كانت تسير الامور.
وطالبت المرجعية الدينية، اليوم الجمعة، الحكومة الى الالتزام بتوفير رواتب عناصر الحشد الشعبي وتكريم شهدائه، وقال: الحشد الشعبي يجب أن يأخذ الاهتمام الاوفر من قبل الدولة.
وتلا ممثل المرجعية السيد احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني بكربلاء نصائح وتوجيهات المرجع السيد علي السيستاني الى قوات الحشد الشعبي والتي تضمنت 20 فقرة.
وشددت المرجعية الدينية العليا على ضرورة التزام المقاتلين في ساحات الجهاد بتوصيات مكتب المرجع الاعلى الامام السيد علي السيستاني وعلى اهمية ان يكون هناك اثر واضح وطيب في نفوس ابطال الحشد الشعبي من خلال اهتمام الدولة بهم.
وفي ختام الخطبة، قال الصافي ان "هناك بعض المعاناة يواجهها الاخوة في الحشد، فهم يشكون من عدم اهتمام الجهات الرسمية في رواتبهم وتكريم شهدائهم، وهذا الموضوع يجب ان يأخذ الاهتمام، ولا عذر لاي احد بعدم الاهتمام بهؤلاء الابطال، فلولاهم يعلم الله اين الامور تسیر".
السید صدر الدین القبانجي – النجف الاشرف
ومن جهته اكد امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي ان وصايا وتوجيهات المرجعية الدينية شرح لهويتنا الدينية ورسالة للانسانية جمعاء .
وقال السيد صدر الدين القبانجي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت اليوم بالحسينية الفاطمية الكبرى في محافظة النجف الاشرف ان "التوصيات التي صدرت مؤخرا من المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الاعلى السيد علي السيستاني للمجاهدين في ساحات القتال هي شرح لهويتنا الدينية للعالم ورسالة للانسانية توضح اخلاقنا ووقيمنا مبادئنا " .
وتلا السيد القبانجي على جموع المصلين هذه التوصيات والتوجيهات، مؤكدا انها "تمثل نبراسا لنا وهي تشرح هويتنا الدينية للعالم ، عادا اياها في نفس الوقت عبارة عن رسالة للعالم الاسلامي والانساني توضح قيمنا ومبادئنا".
واشار القبانجي الى "ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، معبرا بالقول ان الثورة في ايران اليوم اصلب عودا واكثر تقدما والشعب الايراني اكثر ازدهارا وارتباطا باهل البيت {ع} وايران اكثر تأثيرا بالعالم".
واردف قائلا " علاقتنا نحن بهذه الثورة هي علاقة اسلام ومذهب وتاريخ ومصير مشترك ، وهي علاقة اساسية، ونحن نقف فخورين بالانتصارات التي تحققها هذه الثورة وتمزق اعداؤها الذين هم اليوم اكثر تشرذما".
وبين ان "مصادر قوة هذه الثورة هي اولا الارادة والوعي واتباع القيادة والطاعة لها، وثانيا المبادي والقيم والتاريخ والقدوة الحسنة المتمثلة بالاسلام والرسول {ص} واهل البيت {ع}، وثالثا القيادة الواعية والصبورة المتمثلة بالامام الراحل السيد الخميني واليوم الخامنئي، موضحا ان الثورة الاسلامية اليوم تمتلك قيادة الاهية حكيمة وتقاد من قبل مرجع من مراجع الدين يسيرها بتقواه وعلاقته بصاحب الزمان {عج}".
وفي محور اخر اشار امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي الى ان ما يسمى بعيد الحب هو مشروع صُدِّر لشعوبنا، واصله لا يرتبط بثقافتنا الاسلامية وهو غير شرعي".
الشيخ محمد فلك المالکی - البصرة
کما حذر إمام وخطيب صلاة الجمعة في جامع الشويلي بقضاء الزبير غرب البصرة الشيخ محمد فلك المالکی، من مخططات الخلايا الإرهابية النائمة للعدو في محافظة البصرة، مطالبا من الجميع ان يكونوا على أهبة الاستعداد لمقاتلتها مع القوات الأمنية، فيما أكد على ضرورة الابتعاد عن المهاترات والمشاكل والنزاعات العشائرية في شمال البصرة والعمل على حلها.
وقال وکیل السید السیستانی فی البصرة الشيخ فلك خلال خطبة الجمعة ان " هناك مخططات عدوانية وإرهابية ولها خلايا النائمة إضافة إلى المفسدين الذين يتربصون بالمدينة سوءاً"، مطالبا من جميع المواطنين بالمشاركة في حفظ السلاح وان يكونوا على أهبة الاستعداد عند الحاجة، وعونا للقوات العراقية المسلحة لزيادة عزيمتها ورد الأعداء إلى نحورهم".
وطالب الشيخ فلك العشائر بالابتعاد عن النزاعات والمشاكل العشائرية، مؤكداً على ضرورة أن تأخذ الأجهزة الأمنية دورها بذلك.مبينا ان "توجيهات المرجعية الدينية في النجف الاشرف تطالب من الجميع الثبات والصبر في ساحات المعارك ضد فلول داعش الإرهابية".
مشيرا إلى ان "المرجعية ترى أن النصر قريب جدا ويلوح في الأفق".وانتقد فلك خلال خطبة الجمعة مشاريع البنى التحتية التي تنفذ في عموم العراق والتي وصفها بالمشاريع الوهمية والمتلكئة والمعتمدة على المحسوبية والمصالح الخاصة، منتقدا بشدة المسؤولين المحسوبين على التحالف الوطني في الحكومة العراقية والذين قال عنهم أنهم لم يقدموا شيئا للبلد وأعطوا أقبح صورة عن التحالف الوطني ولم يكونوا على قدر المسؤولية.
السيد محمد البخاتي - میسان
ومن جهته دعا امام جمعة ميسان السيد محمد البخاتي ،اليوم الجمعة، مجلسي الوزراء والنواب الى القيام بواجبهما الشرعي امام الشعب.
وقال السيد البخاتي خلال خطبة الجمعة التي أقيمت في حسينية الامام المهدي بميسان اليوم " اننا نوجه رسالة الى ممثلي الشعب سواء كانوا في المحافظة او البرلمان او مجلس الوزراء او اي منصب حكومي اخر نقول لهم انكم وصلتم الى هذه المناصب بأصوات الناس وليس بمال او نسب او عشيرة وان هذه المناصب هي مناصب تكليفية لا تشريفية، وعليكم واجبات تجاه الشعب ولابد من القيام بواجبكم الاخلاقي والشرعي والقانوني والعمل بإخلاص لإداء الرسالة التي اقسمتم عليها".
وشدد على" ضرورة وضع اليات تواصل مع الناس والسعي لقضاء حوائجهم والاستماع لهمومهم وشكاويهم وتقديم، مايمكن تقديمه فليس من المنصف ان تجفوا من اوصلكم الى هذه المناصب بل افتحوا ابوابكم لهم واستمعوا لهم فإنكم مسؤولون امام الله وامامهم".
كما اكد على" عدم السماح بعودة من تلطخت ايديهم بدماء الشهداء من ابناء العراق بكل اطيافهم الى المشاركة في الحكومة".
الشيخ جلال الدين الصغير – بغداد (براثا)
وبدوره تناول إمام جامع براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير خلال خطبة صلاة الجمعة عن البيان الصادر عن مكتب السيد علي السيستاني والموجه إلى أبطال الجهاد الكفائي في وقت اتسعت فيه الهجمة الشرسة على الحشد الشعبي للتقليل من شانه ولعرقلة جهاده ولتشويه صورته أمام العالم.
مشيرا الى أن هناك عدة اتجاهات يمكن يقرا هذا البيان احداهما ان هذا البيان يبين الفرق الكبير بين بيانات الارهابيين والتكفيريين والتي تدعو الى الحقد والكراهية والقتل والتهجير والسبي وبيان السيد السيستاني الذي يحمل السلام والمحبة والاخلاص والتعاون لم يفرق بين أحد من الناس ابدا بل ساوى بين الجميع بعيدا عن العقيدة والدين والمذهب.
ودعا الشيخ الصغير الخارجية العراقية إلى ارسال هذا البيان الى كل المحافل الدولية لكي يرى وجه العراق الحقيقي أمام ثقافة الارهاب وأمام ثقافة التحريض وأمام ثقافة الاعتداء، فيجب ان يجد العالم ان ثمة ثقافة اخرى تنساب على لسان أكبر شخصية معنوية ووجدانية لدى طائفة من المسلمين ابتليت بكل الجرائم لكن خطابها لا زال خطاب الرحمة والعطف والحنان رغم اننا نحن من نذبح رغم من اننا نفجر، رغم اننا نحن من يبتدأ بالعدوان علينا مع ذلك لازال خطابنا هو خطاب الرحمة.
وانتقل سماحته الى موضوع الموازنة وكيف ان بعض المحافظات قد ظلمت ولم يعطى حقها بصورة صحيحة كالنجف وكربلاء والكاظمية التي عليهم الضغط الكبير في كل اسبوع من زوار المراقد المقدسة داعيا الى ايلاء هذه المحافظات اهتماما أكبر.
كما تطرق إلى المقاومة الإسلامية في لبنان مؤكدا ان اخواننا في حزب الله حولوا إطار المعركة في سوريا بشكل مرعب جدا لإسرائيل، فإسرائيل خلال هذه الفترة حاولت ان تصنع لها حدودا آمنة فقد وضعت التكفيريين في سوريا على الجولان فأمنت لحدودها الشمالية جيش عميل يساعدها وتساعده.
"كما أمنت في رفح اي الحدود الجنوبية في قبال مصر العصابات التكفيرية وامثالها بالشكل الذي اصبحت هذه المنطقة مسيطرا عليها من قبل هذه العصابات".
الشيخ محمد مهدي الناصري - الناصرية
وایضا حذر الشيخ محمد مهدي الناصري امام صلاة الجمعة في مسجد الشيخ عباس الكبير وسط مدينة الناصرية من تفاقم ظاهرة الطلاق في المحاكم من دون ايجاد الدراسات والحلول المناسبة لها.
وقال الشيخ الناصري في الخطبة ان الجهات القضائية تؤكد بلوغ ظاهرة الطلاق بين الشباب الى حد كبير وباعداد هائلة.
وطالب الناصري الجهات ذات العلاقة باعداد الدراسات الخاصة بمعالجة تلك الظاهرة والعمل على التحذير منها في جميع المحافل الاجتماعية والتي قال عنها أنها ظاهرة برزت داخل المجتمع على الرغم من التباين الاقتصادي في اسباب حالات الطلاق المشخصة.
ومن جانب اخر جدد الشيخ الناصري مطالبته الحكومة الاتحادية بصرف رواتب المقاتلين من الحشد الشعبي والاسراع بمنح حقوق الشهداء والجرحى منهم.
وقال الناصري ان حقوق الحشد الشعبي يجب ان لاتخضع للمزايدات السياسية ويجب الاهتمام بها من قبل السياسيين العراقيين .
السيد احمد خاتمي - طهران
ومن ناحیته قال خطيب جمعة طهران المؤقت آية الله السيد احمد خاتمي ان واشنطن لا تريد اتفاقا نوويا حقيقيا مع ايران بل تحاول فرض اتفاق على شاكلة اتفاق "اسلو" مع الفلسطينيين عبر المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 ، لكنها فشلت في مسعاها هذا، وأكد أن المفاوضات ليست فتح الفتوح كما يصورها البعض وكذلك لاتعني بيع البلاد حسب تصور آخرين.
واضاف خاتمي خلال خطبة صلاة الجمعة في طهران ان التصريحات الاخيرة لقائد الثورة الاسلامية حول الاتفاق النووي قد افشلت وكشفت مخططات الاعداء، وان الشعب الايراني وعبر مشاركته في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية اكد على التمسك بحقوقه النووية.
واشار خاتمي الى ان الولايات المتحدة ارادت عبر فرض اتفاق نووي عام مع ايران كما فعلت مع الفلسطينيين في اتفاق "اسلو" الخداع ومن ثم الحديث على تفاصيل وجزئيات الاتفاق لاحقا، ما يمكنها من اطالة أمد المحادثات وادخال قضايا جانبية أخرى، حيث نرى ومنذ مرور 22 عاما على اتفاق "اسلو" لم تتحق أي خطوة الى الامام وهذا ما تريد فعله واشنطن ايضا مع ايران.
ونوه خاتمي الى ان الجدل لا يدور حول الخطوط العريضة للاتفاق النووي حيث انها موجودة في معاهدة "ان بي تي" بل يكمن الجدل في التفاصيل، ومن هنا تحدث قائد الثورة عن ضرورة ان يكون الاتفاق في مرحلة واحدة وينتهي بتضمنه كل التفاصيل، الامر الذي اربك حسابات الولايات المتحدة.
وتقدم خطيب جمعة طهران بالشكر الى الشعب الايراني لمشاركته الواسعة والكبيرة في مسيرات ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، مشيرا الى ان هذه المشاركة خيبت الاعداء وقوت من جبهة مناصري واصدقاء الثورة الاسلامية.
وأکد أن هذه الجماهیر جددت العهد والمیثاق مع مؤسس النظام الاسلامی وخلفه الامام الخامنئی ولم تمنعها حالة الطقس حیث شارک أهالی خوزستان و مدينة الاهواز فی هذه المسیرات رغم سوء الاحوال الجویة والعاصفة الترابیة التی تشهدها المحافظة منذ عدة ایام.
وشدد امام الجمعة المؤقت فی طهران أن شعار الموت لأمریکا الخالد الذی أطلقه الشعب الایرانی سیبقی قائما ولن ینسی أبدا مشیرا الی مختلف المؤامرات التی دبرتها الادارة الامریکیة ضد الشعب الایرانی المسلم علی مر التاریخ والمخططات التی حاکتها ضد ایران بمافیها الحظر الذی تهدف من ورائه فرض العزلة علی الشعب الایرانی المسلم.
خطب جمعة لبنان
الشيخ عبد الأمير قبلان: نطالب الجميع بدعم الخطة الامنية
وطالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة جميع "السياسيين بالاجتماع والتعاون والتوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون منقذا للوطن عن المهالك والمشاحنات والمؤامرات، خاصة وان عدونا الاسرائيلي غرس في ارضنا لضرب اوطاننا وقهر شعوبنا واخضاع ارادتنا خدمة لمصالح اسرائيل، وعلينا كلبنانيين ان نجعل لبنان نقطة انطلاق لتصحيح المسار السياسي والاجتماعي والوحدوي في المنطقة فنكون دائما في خدمة الوطن عاملين لمصلحته".
وشدد على "ضرورة ان يتضامن اللبنانيون ليكون وطنهم متوازنا منصفا عادلا عاقلا يعمل لمصلحة الشعب اللبناني فنحفظ لبنان بحفظنا لشعبه وارضه فنتواضع لبعضنا البعض ونعمق تواصلنا وتشاورنا"، لافتاً الى ان "ما نشاهده من حوارات ولقاءات تمهد لمصالحات نباركها"، املاً ان "توصل الى نتائج ايجابية وصحيحة عاقلة وعادلة تصب في مصلحة لبنان".
ودعا الشيخ قبلان الى "العمل بشكل جاد للنهوض بالوطن بعيدا عن الشحناء والضغائن والمؤامرات فنستثمر الطاقات ونقوي المعنويات فنكون في خدمة الانسان ورفع مستواه وايصاله الى حقه بالعمل الصحيح".
واكد ان "لبنان بحاجة ماسة الى التعاون بين ابنائه بالخير والصدق لحفظه من خلال دعم الجيش ومؤسسات الوطن من اجل تعزيز قدراته"، مرحباً بـ "الخطة الامنية، مطالباً الجميع بدعمها في سبيل حفظ الانسان من كل التيارات المغرضة".
المفتي احمد قبلان: نحن مع الخطة الأمنية ومع وجود الدولة بقوة في كل المناطق
بدوره لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة ان رهاننا "كان ولا يزال على إرادة اللبنانيين وتمسكهم بوحدتهم، وأنهم مهما تعاظمت الضغوط، وتراكمت الأحداث، هم مستمرون في الدفاع عن صيغة عيشهم، ومتمسكون أكثر بلبنان المتنوع والمحتضن لجميع الرسالات والديانات، وسيبقون أقوى وأمنع وأشد صلابة في وجه كل التيارات والحركات الظلامية والتكفيرية والإرهابية، وسينتصرون بإذنه تعالى على كل محاولات الفتنة والتقسيم والتوطين".
ورأى ان كل "ما يجري ويحصل ما هو إلا سحابات من الغيوم، لتبدأ بعدها مسيرة وطنية حقيقية جامعة، تقوم على الشراكة الفعلية بين كل المكونات، وعلى التعاون المطلق الذي يعيد لهذا البلد دوره وموقعه المميز والفاعل، في منطقة تشهد حاليا تحولات وتغيرات كبرى، نأمل أن نحد من تداعياتها، بل يجب أن نعمل على مواجهتها والتخفيف من سلبياتها وتأثيراتها على وحدتنا".
وشدد المفتي قبلان على "ضرورة تفعيل الحوار وتزخيمه وترجمته أفعالا، لا أن يبقى في إطار التمنيات والتسويفات، فالظروف صعبة، والأوضاع لا تحتمل المماطلات، وتفرض علينا أن نكون في حالة طوارئ واستنفار عام على كافة المستويات، كي نتمكن من كسر الدائرة، والانطلاق نحو تفاهمات وتوافقات تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، بعيدا عن كل ما يحكى ويقال بأن أمر الاستحقاق الرئاسي هو خارج إرادة اللبنانيين"، مشدداً على ان "هذا الواقع يجب أن يتغير، وعلى اللبنانيين أن يثبتوا أنهم بلغوا سن الرشد، وأنهم قادرون على إدارة شؤون بلدهم بأنفسهم، وأنهم ليسوا بحاجة إلى همسات من هنا أو وشوشات من هناك"، داعياً "السياسيين والمسؤولين وكل من له موقع ونفوذ وسلطة تعليق البحث في منافعه الشخصية، ومكاسبه الفئوية، والالتفات إلى مصلحة الناس بما يخفف معاناتهم، ويؤمن لهم العيش الكريم، بعيدا عن صفقات الغش والفساد والاتجار بلقمة العيش وحبة الدواء".
وأكد "أننا مع هذه الحكومة إذا قامت بواجباتها وتحملت مسؤولياتها، أما إذا استمرت بما هي عليه من ترقيع وجدليات ونكايات فهذا أمر ليس بالمقبول، ولا يمكن أن يستمر"، محذرا من "مغبة الاستمرار في هكذا واقع من الصراع السياسي والطائفي والمذهبي، في حين أن المخاطر تحيط بنا، وخاصة مخاطر الإرهاب والتفجير التي يجب أن تحفزنا جميعا وتدفعنا لأن نكون إلى جانب الجيش اللبناني، وكافة القوى الأمنية والعسكرية في المهام الملقاة على عاتقهم، وضرورة مؤازرتهم ودعمهم في حفظ الأمن ومواجهة التحديات وتثبيت الاستقرار والعدالة في المناطق اللبنانية كافة".
واعلن المفتي قبلان تأييده "للخطة الأمنية، ووجود الدولة بقوة، في كل المناطق لأنه لا يجوز أبدا، ونحن في قلب العواصف والتحولات الإقليمية والدولية، أن نستمر في المشاحنات ونمضي في الخصومات، فالوطن ينادي جميعا، ويدعونا لأن نكون في سبيله كأننا بنيان مرصوص".
الشيخ عفیف النابلسي: لولا المقاومة لما كان هناك وطن تنامون فيه
من جانبه رأى الشيخ عفيف النابلسي في خطبة ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في صيدا "انه ليس لأحدنا إلا أن يقف بإجلال أمام تضحيات المقاومين في ذكرى قادتهم العظام الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد"، لافتاً الى ان "هؤلاء المجاهدين لم ينفصلوا يوما عن أرضهم وقضيتهم ووطنهم بل كانوا بكل وجودهم يقاومون حتى النصر أو الشهادة، ولم يتلهوا بالصغائر، ولم ينزلقوا إلى ترهات السياسة ومتوسليها، لذلك نجحوا حيث فشل الآخرون، نجحوا في تحرير الأرض والإنسان، واستعادة الحق والكرامة لكل اللبنانيين".
وتابع "لو يعرف هذا الإعلام الذي ينقل تلك الأصوات والمواقف أن المقاومة قامت بكل هذه الإنجازات في سبيل وحدة الشعب اللبناني وأمنه واستقراره، وأن هدفها الأول كان وما زال حماية السيادة اللبنانية والأرض اللبنانية والكيان اللبناني من شر الصهاينة والتكفيريين".
واضاف "أنتم من تتحدثون عن المقاومة بسوء، لولاها لما كان هناك وطن تنامون فيه، ولما كان هناك منبر تصعدون عليه لتتكلموا بهذه الجرأة"، معتبراً ان "المقاومة بكل تواضع هي من حمتكم وجعلتكم أعزة بين أهلكم، هي التي جعلتكم نوابا ووزراء ورؤساء ومسؤولين في السلطة، بينما عملتم أنتم لسنوات طويلة على زرع الخذلان في الشباب اللبناني كي لا يدافع عن أرضه، وحرضتم على المقاومة لإثارة الفتن وقد دفع لكم ملايين الدولارات الأميركية لهذا الغرض، ومارستم هوايتكم المفضلة بالتنظير وأنتم جالسون في بيوتكم، لم تقدموا مالا ولا دما ولا موقفا، وأخذتم السلطة واستوليتم على الأموال والمرافق العامة ولم تشبعوا، وها أنتم مصرون على ممارسة هوايتكم المفضلة، بإثارة النعرات الطائفية واتهام المقاومين بأنهم اغتالوا فلانا وفلانا".
واشار الشيخ النابلسي الى ان "المقاومة التي تقدم أغلى وأنقى وأطهر شبابها في سبيل الوطن لا تمارس عادة الغيلة"، معتبراً انها " تنضح بالشرف والإيمان والمناقبية وتزن كل أعمالها بمرضاة الله"، داعياً المغرضين الى الكف عن العادات الصبيانية الصغيرة والعودة إلى العقل زينة الرجال الرجال".
السید علی فضل الله: البعض یسعى لإعطاء الصراع الیمنی بعدا مذهبيا
وکذلک استنكر العلامة السيد علي فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك في لبنان، ﻗﺘﻞ ٣ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ، فیما اعتبر اسماء قادة المقاومة الشهداء ستبقى تقلق العدو الاسرائيلي.
وقال فضل الله: "لقد أقفل الأسبوع الماضي على عدَّة أحداث ومناسبات؛ الحدث الأوَّل تمثّل في الجريمة الَّتي حصلت في أميركا، والَّتي أدّت إلى مقتل ثلاثة شبان في مقتبل العمر، يدرسون في إحدى الجامعات الأميركية. وقد لا يكون غريباً أن تحدث هناك جرائم، ولا سيَّما في ظلّ انتشار السّلاح في هذا البلد، ولكنَّ خطورة هذه العمليَّة في كون الدلائل الأوليَّة تشير إلى أنَّ خلفيَّتها دينيَّة، ولذلك، نخشى أن يكون ما حصل هو حلقة في سياق الاعتداء على المسلمين المتواجدين في أميركا". وأضاف: "أمام هذه الجريمة، ندعو إلى ضرورة رفع الصَّوت عالياً في مواجهتها، كتعبير عن التَّضامن مع أهالي الضَّحايا، وكردّ عمليّ على كلّ من تسوّل له نفسه القيام بجريمة مماثلة".
وتابع: "الحدث الثّاني في اليمن، الّذي يسعى الكثيرون لإعطاء الصّراع فيه بُعداً مذهبياً، يُدخِله في الصّراع الإقليميّ، أو يربطه بالمفاوضات التي تجري بين أميركا والجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة، وهنا نرى ضرورة العمل السَّريع للحوار الداخليّ الَّذي يساهم في رفع الظّلم والإجحاف عن الجميع، وإزالة الفساد، ليشعر اليمنيون بالمواطنة العادلة".
واشار السيد علي فضل الله الى ان "رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري حرص على النهوض الاقتصادي والعلمي، وفي تعزيز لغة الحوار بين اللبنانيّين، وتأكيده قوّة لبنان في مواجهة خطر العدو الصهيوني، وانفتاح هذا البلد على محيطه العربي والإسلامي، وعلى العالم"، لافتا الى "اننا نرى في الذكرى العاشرة لاغتياله، دعوة لتأكيد كلّ هذه العناوين الّتي نحتاجها لمواجهة الأخطار التي تتهدَّد البلد من كلّ جوانبه، ولمواجهة الفتن التي يُراد أن تعصف به".
و اعتبر فضل الله ان "ذكرى استشهاد القادة في المقاومة الإسلاميّة، الَّذين بذلوا دماءهم في مواجهة العدو الصّهيونيّ، ليبقى هذا البلد عصياً على هذا العدو، ومحصّناً في مواجهة كلّ مخطّطاته ومؤامراته، ونحن نثق بأنَّ هذه الدماء ستبقى عنواناً يُقلق هذا العدو، ويزهر خيراً وبركةً للبنانيين جميعاً".
وبارك فضل الله "للشَّعب الإيراني ولقيادته الرشيدة استمراره في حمل أمانة الثَّورة الإسلامية والحفاظ على منجزاتها".
النهایة
|