• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قل مصاححة ولا تقل مصالحة؟!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

قل مصاححة ولا تقل مصالحة؟!!



المصالحة كلمة لا تعني ما فيها بقدر ما تشير إلى عكسه , لأن الأخطاء لا تتصالح , والآثام لا تتفق , والخطايا لا تتفاعل على طاولة واحدة.

والعقل البشري لا يمكنه أن يحقق تفاعلا إيجابيا إذا كان محشوا بالأوهام والتصورات المنحرفة , والإعتقادات المتمادية في غلوها وتطرفها وإنحرافها.

المشكلة العاصفة في المجتمع هي ليست نتصالح أو نتخاصم , وإنما هي في آليات تفكير ذوي الأحزاب والفئات والمدارس والتوجهات , ويتضح فيها أمراض فكرية ونفسية خطيرة تستدعي الوقوف عندها ومعالجتها قبل القفز إلى سراب المصالحة.

فلب المشكلة أن الجميع غير متصالح مع الوطن , ومتخاصم مع نفسه ومعتقده , وكل ما هو إنساني وحضاري معاصر.

فنحن أمام طبقة من المتنفذين المعزولين تماما عن مكانهم وزمانهم , ويعيشون في سرابات أوهامهم وإنحرافات رؤاهم , ويعتمدون على الآخرين في تدبير الشؤون.

فكيف يتصالح مَن لا إرادة عنده ولا قدرة على إتخاذ قرار بدون مباركة عليا؟!

هذه مشاكل مرعبة مبرمجة تسعى إلى إقتسام البلاد وليس لتقسيمها , وبموجبها سيكون التقسيم حلما , لأنه يكون بإرادة أهله , أما الإقتسام فيتحقق بإرادة الآخرين ووفقا لمصالحهم وتطلعاتهم الخفية.

ولكي نكون صادقين , لا بد من تصحيح الرؤى وإيجاد الثوابت المشتركة , التي بموجبها يمكن إنجاز  أي تفاعل إيجابي قويم.

فهل هناك فهم مشترك للوطن والمواطنة والمواطن , وهل أن الإرادة حرة  , وهل أن النفوس قد تشذبت وتطهرت من أوذان الرؤى السلبية  والسلوك المنغلق؟

ليتصالح الجميع مع أنفسهم أولا , ومع أفكارهم ووطنهم ودينهم , ويوقظوا الإنسان الذي فيهم , قبل أن يترنموا بفرية المصالحة.

فصححوا أنفسكم أولا ومن ثم تحدثوا عن التصالح مع بعضكم!!

العلة في المتنفذين وليست في الشعب , وهم يعكسون ما فيهم على الشعب!!

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=57527
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16