الصلاة : عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها . والصلاة : هي الركن الثاني بعد الشهادتين وهي عمود الدين كما ثبت من قول الرسول ص .. وهي عملية صلة المسلم بربه . في اوقات حددها الاسلام وجعلها سلما للرقي والتبارك بعبادة العزيز الحكيم ! والتقيد بتعاليمه التي اقرها ديننا الحنيف وحث البشرية على التقيد بها . واللازم علينا الاهتمام بهذه الصلاة التي هي معراج المؤمن وقربان كل تقي , وان نسعى الى الالتزام بروحها الزكية التي تدعونا الى النقاء والاستقامة والابتعاد عما يغضب الله سبحانه وتعالى ! من اعمال شيطانية تدفع الانسان الى التهلكة . لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر . وان اقامة الصلاة هي التي جاء الامر بها في كتاب الله عز وجل ! والنهي لا يكون الا اذا حضر القلب وتدبر وتفكر . اما حضور الجسد فحسب , فلا يجد الا حركات الجوارح التي يقوم بها بلا خشوع وتدبر . ومن المستغرب ان لا يعي المرء تلك الحقيقة .. في النهي عن السرقة والابتعاد عنها , ووجوب التخلق بسمات المسلم الصالح الذي يحافظ على صلاته من اي دنس قد يبعدها عن رضى الباري عز وجل ! ويجعلها غير مقبولة , ولا تنفع في [ يوم لا ينفع مال ولا بنون , الا من اتى الله بقلب سليم ]
لذا فاستغرابنا من ان الصلاة لا تنهي عن الفحشاء والمنكر في محله . وذالك لان النهي في الصلاة يكون تشريعا لا تكوينيا . بمعنى ان الصلاة في حركات الجوارح من قيام وركوع مجرد حركات . "وقول اياك نعبد " اي لا نعبد سواك يا رب . وهنا تاتي العبودية ليطيع المعبود معبوده في كل اوامره ونهيه . وان من يسرق اموال الدولة .. فهو يخالف ما انزل الله سبحانه وتعالى ! فلا تصح صلاته فالاشكال متوفر وقائم وعليه ان يعيد النظر فيما جنت يداه .
ومن الغريب ان نشاهد بعض الاخوة الذين يسرقون الاموال على مراى ومسمع من الجميع دون خوف من الله سبحانه وتعالى ! ورادع من ضمير , ودون ان تكون صلاتهم قد اثرت في كبح جماحهم وردعهم عن سلوك يخالف تعالم الباري عز وجل ! . وقد نهى الله عنه في كثير من اياته . [ والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ] ومن الغريب ان نجد المنظومة الاخلاقية التي اكد على سلامتها جميع الرسل والانبياء , تتقهقر وتتراجع الى تلك الدرجة الكبيرة حتى تصل الى اسفل السلم , وان تتلطخ الايدي بمال الحرام , بينما الفقراء تتلوى بطونهم من الجوع والفاقة , و جريمة السرقة وخاصة سرقة اموال الدولة .. تكثر وتتفشى في
جميع مفاصل الجسد العراقي , وتجري كما السيل في واد عميق .
اما الرشوة : فقد اصبحت واقع حال , لا يمكن تجاوزه في عقد اي صفقة تجارية مهما كانت صغيرة او كبيرة . واصبحت لها مسميات تجملها وتجعلها مقبولة ولا تؤثر على علاقة المرء بربه وبمجتمعه , بينما تعتبر في نظر القانون مخلة بالشرف ووصمت عار لمن يقترفها , وعلامة سوداء في جبين اصحابها .
ومن الكبائر في ديننا .. الزنا واكل الربا والرشوة والسرقة . وهذه من المحرمات التي نهى الله عنها وهي حدود الله [ ومن يتعدى حدود الله ظلم نفسه ] وهدد الله سبحانه وتعالى من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه : [ ومن يعصي الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ] وقال جل جلاله [ يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ] وقال النبي ص [ لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ] فهل هناك اكثر تاكيدا على ان السرقة مرفوضة في ديننا الحنيف , وهل هناك صورا اوضح من تلك التي يرسمها لنا الباري عز وجل , ويطلقها نبي الرحمة ص . فيا اخوتي الحرامية متى تصحون على انفسكم .. لقد سرقتم كل شيء والحمد لله ! لا توجد اليوم اي خزينة للعراق الغني بنفطه وثرواته , واين تذهبون يوم الحساب .. فلا توجد محاصصة في يوم القيامة , وان مصيركم في القعر الاسفل لجهنم , تنعمون بها الى ابد الابدين . فاسرعوا واعيدوا لنا الخزينة التي سرقتموها العام السابق , وسندعوا الله ان يسامحكم , فدونها ايدينا مرفوعة للسماء تدعوا الله عز وجل! ان يسكنكم دار السعادة , في ركن من جهنم تصرخون فلا يستغاث لكم [ وظلت يمكم بعد ]
|