رأيت احد زملائي يربط أمتعته للرحيل بعد أن اشترى تذكرة سفر وصمم على العودة للوطن فسألته لماذا أنت راحل ..؟ اصبر حتى يتحسن حالنا لم تشتغل بعد .
قال لي وهو غاضب سوف ارحل ولن ابقي هنا دقيقة واحدة لأنني لم اعد أتحمل الآجار نار... والأسعار نار... وقدمت لسكن منذ عشرين عاما ولم يأت دوري والبطالة في ازدياد وأكثر من نصف الشعب هنا تحت خط الفقر وأمي مريضة لا احد يرعاها لغاية الان وعندما تراجع المستشفى لا يوجد سرير فارغ . والمبلغ الذي ابعثه لا يكفي , والعلم بالواسطة والوظيفة بالواسطة , والرشوة مكسب , والقيم والأخلاق حدث ولا حرج والأخ يتربص لأخيه والظلم تفشى في المجتمع كالنار في الهشيم والنصب أصبح شطارة والنفاق والكذب ...   وقفت مفزوعا قائلا لا تكمل خذني معك.
إبراهيم القعير