خلال محاضرته في الملتقى الشهري لأساتذة وطلبة الحوزة العلمية...
الشيخ قاسم الهاشمي: -ادعو طلبة الحوزة العلمية الى تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن الدين وتحصين الامة عن الافكار التكفيرية...
أكد الشيخ قاسم الهاشمي الأمين العام لمؤسسة الغري للمعارف الاسلامية ان الاسلام هو دين الأخلاق القائم على مجموعة من النظم والمبادئ والقيم التي شرعت لتنظيم حياة الانسان والارتقاء به الى سلّم الكمال المنشود اذا ما احسن الانسان الاستفادة من تلك النظم والعمل وفقها من خلال التحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن السلوكيات السيئة {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}..
جاء ذلك في محاضرته التي القاها على جمع من اساتذة وطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف على قاعة المؤسسة.
وأضاف سماحته كاذب من يدعي انه يمثل الاسلام لكن عمله وأخلاقه تناقض تماما ما يدعيه فلقد كانت سيرة النبي الأعظم وأهل بيته عليهم السلام خير دليل للمنهجية الاسلامية الصحيحة والصادقة حيث كانوا في قمة الرقي الاخلاقي مع أعدائهم فضلا عن أصحابهم ومحبيهم ، حتى ان القران الكريم يحدثنا عن رسول الله ( ص ) بقوله : { وانك لعلى خلق عظيم } والنبي الكريم يخبرنا عن الهدف من بعثته الشريفة بقوله : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وعلى نهجه سار أمامنا أمير المؤمنين واولاده الطاهرين فهذا علي ( ع ) يقول: (لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور الا علي خاصه) وسيد الشهداء الا مام الحسين ( ع) بكى على اعدائه لأنهم سيدخلون النار بسببه ، إذن الاسلام هو دين الرحمة والاخلاق والتسامح لا دين العنف والقتل والترهيب . وتطرق الشيخ الهاشمي الى ما يجري اليوم في العراق والعالم من قيام مجموعة فاسدة تطلق على نفسها بـ (الدولة الاسلامية) بارتكاب أبشع الصور بحق الإنسانية من القتل والترويع والتهجير بكراهية لم يشهد لها التاريخ مثيلا والأنكى من ذلك انهم يرتكبون كل تلك الجرائم والمفاسد باسم الاسلام وتحت راية لا إله الا الله محمد رسول الله والإسلام والرسول بريئان منهم ايمّا براءة.
وأضاف سماحته ان داعـــــــــــش المجاميــــــــــــع الإرهابية يحملون فكرا مخـــــــالفا للإسلام تمــــــاما شكلا ومضمـــــونًا وهم الى ذلك كله يحسبون انهـــــم يحسنون صنعا لصالح الاسلام والمسلمين.
وفي السياق ذاته دعى الشيخ الهاشمي اساتذة وطلبة الحوزة العلمية الى تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن الدين وتحصين عقول الأمة عن الأفكار الضالة التي يطرحها دعاة الدين من اتباع داعش والقوى التكفيرية وذلك من خلال مواجهتهم علميا وفكريا اضافة الى المواجهة التي يقوم بها الجيش العراقي وابطال الحشد الشعبي في ساحات القتال والتي سطر فيها هؤلاء الأبطال اروع الملاحم والبطولات مما جعل الداعشيون يتقهقرون الى الوراء ويلوذون بالفرار وذلك ببركة الفتوى التاريخية للمرجعية الدينية العليا في وجوب الجهاد الكفائي وتلبية الشباب لهذا النداء الالهي.
وفي هذا الصدد اشاد سماحته بالمؤتمرين اللذين أقيما في مدينة قم المقدسة والأزهر الشريف اللذين حضرهما مئات العلماء ورجال الدين من مختلف المذاهب لمناهضة الفكر التكفيري ووضع الاليات اللازمة للقضاء عليه مشددا على أهمية هذه المؤتمرات العلمية داعياً الى إقامة مؤتمر علمي عالمي في العراق يدعى لحضوره العلماء والمفكرين على مختلف مذاهبهم وديانتهم حيث
إننا بحاجة الى دراسة طبيعة الأفكار التكفيرية ومعتقداتهم الفاسدة وتقديم معالجات علمية ومنهجية لمخارطهم والتصدي لأفكارهم المنحرفة، فكما ان هناك مواجهة عسكرية نحن جميعاً مدعوون لمواجهة خطر الارهاب والمجاميع التكفيرية علمياً وفكريا . .
وأكد الشيخ الهاشمي على توصيات وتوجيهات المرجعية الدينية العليا التي كانت وما زالت وستبقى صمام الأمان لوحدة الشعب العراقي بكل الوانه ودياناته وقومياته داعياً طلبة العلوم الدينية للتثقيف عليها ونشرها بين أوساط الناس لان في ذلك خير دينهم ودنياهم ...
وفي جانب اخر من كلمته دعى سماحته الى اغاثة النازحين والتخفيف من معاناتهم من خلال مساعدتهم والحضور عندهم ورفع مستواهم الديني والثقافي حتى يأذن الله لهم بالعودة الى ديارهم سالمين ...
المركز الاعلامي
مؤسسة الغري للمعارف الاسلامية
29/12/2014 |