يسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطاهرين وبعد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم :
هذا بيان بسيط لمعنى العلم وبيان فضله وحث النبي والائمة صلوات ربي عليهم اجمعين على التزود به فنقول:
فقد ذكر ثقة الاسلام الكليني رحمه الله في كتاب الكافي الشريف باب فرض العلم في صحيحة محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله عن عيسى بن عبد الله العمري عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال ( طلب العلم فريضة),فهذا الحديث مع قصره فهو من العلوم الجمة لمولانا الامام الصادق عليه السلام , فالعلم هو معرفة الشئ بعد الجهل به وطلبه هو تحصيله ومعرفته وبثه بين الناس والفريضة هو الشئ الذي فرض على الناس المعرفة به وجوبا, ونقول وجوبا لان الصلاة الخاطئة او الصوم او الحج او غيرها من الواجبات لا تقبل من العبد اذا كانت بصورة خاطئة وكان العبد مقصرا عن طلب العلم بها لتكون على الوجه الامثل , اما العبد القاصر فمصداقه قليل جدا في المجتمع اليوم لسهوله امكانية تحصيل العلم لكثره انتشاره اليوم مما لا داعي لضرب الامثلة عليه, فمن هنا يتبين ان طلب العلم مما فرض على العبد فرضا اكيدا وهو - اي طلب العلم – مرتبط ارتباطا وثيقا بقبول العبادات من عدم قبولها وكذلك فان السير التكاملي للقرب من الله لا يتم الا عن طريق طلب العلم طلبا حثيثا . فان الجاهل ابعد ما يكون من القرب من الله لان التكامل لا يطرق بابه الا بالتسلح الكامل بالعلم , ومن هنا نرى ان مولانا الامام الصادق عليه السلام يؤكد على طلب العلم وانه عليه السلام يود ان يضرب الجهال من اصحابه حتى يتفقهوا ويتعلموا كما نقل الكافي الشريف في صحيحة محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ابي عمير عن جميل بن دراج عن ابان بن تغلب عن ابي عبد الله عليه السلام قال ( لوددت ان اصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا ) , فمن هذا الوعيد من مولانا الامام الصادق عليه السلام يتبين مدى اهتمام الائمة المعصومين على تنبيه المجتمع لضرورة التعلم وطلب العلم .
وقفة تأمل :
لو قدر لنا الوقوف بحضرة الامام الصادق عليه السلام او بحضرة حجة الزمان الامام الهمام المهدي من ال محمد عجل الله فرجه ( وان كنا نحن احقر من ذلك) لكن قلت – لو قدر- وفرض المحال ليس محالا, والسوط بيده الشريفة ليأدب الجهال من اصحابه فما سيكون مصيرنا ؟ هل سننجو من ضرب السياط ام لا؟ هذا سؤال لكل شخص وهو من سيجيب عليه , اما انا فأقول استحق ضرب السياط الى ما شاء الله لتقصيرنا الواضح نسأل من الله العفو والغفران ونسأل من الامام الحجة عليه السلام الرضا والصفح بحق اجداده الطاهرين. لكن العلاج هو الاهم فلنعاهد انفسنا امام الحجة المنتظر عليه السلام بطلب العلم وتحصين المجتمع – بشد ازر بعضنا البعض - امام الهجمات التشكيكية الشرسة من قوى الشر والظلام والله المستعان.
واخيرا ما هو نوع العلم المطلوب للمسلم تحصيله؟ فلا شك ان كل العلوم مطلوبة لضمان سير الحياة بكل مفاصلها فعلوم الطب والصناعة والكيمياء والجغرافيا وغيرها قد لا اكون مبالغا اذا قلت ان ائمتنا عليهم السلام هم من اسسها فهذا الامام الصادق عليه السلام هو من اسس اكثر العلوم الحديثة اليوم ولمزيد من التفصيل يرجى مراجعة كتاب الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب, لكن ان اهم العلوم على الوجه الخاص هي العلوم الشرعية ففي باب صفة العلم وفضله من الكافي الشريف عدة روايات تؤكد على ما قلناه منها قوله صلى الله عليه واله وسلم والحديث طويل ( انما العلم ثلاثة اية محكمة او فريضة عادلة او سنة قائمة) ( واذا اراد الله بعبد خيرا افقهه في الدين) .
وان لسؤال اهل العلم للتعلم من اهم الامور وله من الثواب العظيم وان في تركه هلاك المرء ففي صحيحة زرارة عن الامام الصادق عليه السلام انه قال لعمران بن اعين في شيء سأله ( أنما يهلك الناس لأنهم لا يسألون ) وان طلب العلم لا يعني ترك الحياة والعمل والكسب الحلال بل طلب العلم ايسر من ذلك ولا يتقاطع مع كل ما ذكرناه وحسبنا ما ورد في الكافي الشريف عن علي عن محمد بن عيسى عن الامام الصادق عليه السلام انه قال ( قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اف لمسلم لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه ) وللخوف من التطويل نقتصر على ذلك ونقول ان هذا القليل خير من عدم التذكير بالموضوع لأهميته عسى ان يهتدي مهتدي او يتذكر متذكر وتكون ممن ذكرنا بالعلم لان حلمنا ان نرى شباب اليوم ممن تسلحوا بالعلم الصالح لان العلم اساس كل شيء من المعارف الدينية , واخيرا نقول اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من خدامه بحق محمد واله الطاهرين
10 ربيع الاول 1436
|