ياجاعل الصحراءْ..
حدائقا غنّاءْ..
ياجاعل الدروب في مكة رغم فقره
مزارعا للمسك والأنوارِ
منها يولد البهاء..
كأنما السماء..
قد غادرت علياءها
وانتشرت في الرمل
في الصخور
كي ترتقب الأمطار إذ تهطل من حراء..
يا حاملا أمانة الأديانِ
من آدم حتى زمن العذراء..
لا لم تمت
بل نحن متنا
ومضت أيامنا هباء..
ونحن في وادٍ
ودينك الذي أظهرته
يعيش في وادِ
ولا يمكننا التقاء..
هانحن يانبينا
نحمل في جيوبنا
مصاحفاً
أدعيةً
لكنما قلوبنا
تخلو من الإيمان يانبينا
لأنها جوفاء..
وكل من يحكمنا
يردد القرآن في أسماعنا
ويلبس التقوى التي تحولت نوعا من الأزياء..
لكنه الشيطان في واقعه
ويدفع الناس إلى الكفر
إلى النفاق
والرياء..
فأين نمضي حينما قادتنا
يلقوننا في فتنة عمياء..
هل نحن يانبينا
أمتك التي بها
تفاخر الإنسان والأكوان والأشياء..
ياصانع التاريخ في مواقفٍ
زلزلتِ الأقدام وهو ثابت
لايعرف انحناء..
ها نحن نحيا دونما مبادئ
نحتار في أبسط إشكالاتنا
يكسرنا الهواء..
نعيش في الماضي
وفي أطلالهِ نجالس الأشباحَ
نستخدمها
نوعا من التمويه للبقاء..
نمتص أحبار الرواياتِ
التي أغلبها مزور
ونلعق الأوراق في غباء..
لا لم تمت
نحن الذين انتقلت أرواحنا لحتفها
ونحن من يستأهل الرثاء..
يا أيها المرسل فينا رحمة
لكننا بطبعنا
نحب من يظلمنا
يقهرنا
يسحقنا
يروق في أعيننا الشقاء..
لا لم تمت
لكنما رحلت عن قومك دون رجعة
لأنهم قد رفضوا التعليم
والتعقيم
والعطور والأضواء..
تحقنهم بالوعي والحكمة
بالتدريج كي يستوعبوا
لكنهم قد مارسوا العصيان في دهاء..
ياقالبا توازن الأمور
في معسكر الأعداء..
ولم تزل أمتك الكبرى هنا
من أخطر الأعداء..
وأكبر الأعداء..
يا والد الزهراء..
أمُّ أبيها أينها
ضريحها يلفه الخفاء..
ومهبط الوحي غدا مملكةً
وراثةً
لآلِ صهيونَ وهذا وحده بلاء..
والبعض من قادتنا
يزورهم في الصيف والشتاء..
ليطلب القبول من قرودهم
ويمسح التراب عن وجوههم
يُـقـبـّـلُ الحذاء..
يا منبع الإلهامِ
يامعلم الإنسانِ
لم يبق من الدين سوى الأشكال والأسماء..
لم يبق من أمجادنا
إلا الذي نرويه للأطفال في الصباح والمساء..
د. بهجت عبد الرضا
20 كانون الأول 2014
|