لم تكن هناك مسرحية هزلية ومضحكة مبكية في ذات الوقت كالتي حصلت من قبل مجلس محافظة الانبار وهو يسارع الى عقد اجتماع سريع بناء على الاوامر التي وصلتهم من خارج الحدود العراقية من اجل اقالة محافظ الانبار الجريح احمد الدليمي الذي واجه الارهاب بكل قوة حتى غرق بدمه لأنه عرف حقيقة هذه المنظمة الارهابية ومدى قذارتها وعدم انسانيتها وهو ما جعل توازن ارهابيي داعش يختل في العديد من المناطق وهو يتحرك مع الجيش والشرفاء من ابناء المحافظة ليقاتلهم بنفسه فأرادوا قتله وتصفيته كما قتلوا الشهيد صداك الدليمي قائد شرطة الانبار والذي اذاق الارهابيين وكل المتعاونين معهم الويل والثبور .
انها مسرحية سخيفة ان يجتمع مجلس المحافظة في العاصمة بغداد وليس في الانبار ذاتها ليقرر فصل المحافظ الدليمي من منصبه وهو جريح على فراش المرض من أجلهم ومن اجل ابناء المحافظة ما يعني ان ذلك خيانة لمن ضحى من اجلهم وانهم غير جديرين باتخاذ هذا القرار لأنهم اجتمعوا بعيدا عن محافظتهم خوفا من الاحداث والمعارك وهو ما لا يؤهلهم لأن يمتلكوا زمام الامور ، اما الامر الاخر فهو يتضح بأن من يقف خلف هذا القرار الخطير بابعاد المحافظ الحالي ومحاولة تنصيب محافظ اخر لديه صلات وعلاقات وارتباطات بتلك العصابات الاجرامية التي تديرها دول في المنطقة العربية ويبدو ان الاتفاق على ان يكون الاختيار واقعا على شخصية قريبة لتلك التنظيمات الارهابية مثل رافع العيساوي بالامر الوارد وبهذا يكتمل المخط الاجرامي منذ محاولة قتل الدليمي الى عزله ثم الى تنصيب غيره عبر مسرحية خرقاء لا تعبر سوى عن القائمين على ادوارها تجار الحروب والارهاب الاعمى الذين قفزوا على مقاعد مجلس محافظة الانبار