• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المصالحة الوطنية مع منْ ولمن ؟ .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

المصالحة الوطنية مع منْ ولمن ؟

برزت في الفترة الاخيرة دعوات بالمطالبة وبشدة , تفعيل المصالحة الوطنية , مع التأكيد الى اهميتها ومكانتها ودورها الفعال والحيوي  في الساحة السياسية , ومفتاح مجرب في حل النزاعات والخلافات , وحتى التشنجات السياسية ,  اضافة الى اطفاء نار الحراب السياسية الخانقة والخطيرة , واصبح شعار المصالحة الوطنية المطلب الجماهيري الاول في الخارطة السياسية , لانه ينهي مرحلة الاقصاء والتهميش . ولكنه يبقى سيف ذو حدين ,  سيف مفيد وصالح , وسيف مهلك وحارق يحرق الاخضر باليابس , ويكمن  هنا دوره المدمر والمخرب , بدلاً ان يكون بادرة  الاصلاح عنوانه العريض  , لذلك يجب  الحذر في استخدامه واستعماله , لانه قد ينقلب الى اهداف مخربة  غير وطنية , في التطاول على الاعراف والمبادئ والقانون , وهنا يأتي  دور الحكومة والبرلمان في توضيح خطوطه واهدافه وغاياته المعلنة  , بالمصارحة والمكاشفة الحقيقية  بالانفتاح على الشعب , وفي تذليل الصعوبات  والعراقيل التي تقف في طريقه , وهنا يطرح السؤال والتساؤل . هل هناك استعداد حقيقي في المبادرة في طرح  المصالحة الوطنية , من فرسان السياسة وزعماء الطوائف , في تكوين مصالحة وطنية عنوانها الوطن والهوية العراقية ؟  , وفي سبيل انقاذ الوطن من الازمات التي تعصف في العراق ؟  , لذلك يطرح السؤال التالي عن فحوى هذه المصالحة , هل هي مصالحة بين زعماء الكتل السياسية , التي تشترك في الحكومة والبرلمان , وفق نظام المحاصصة الطائفية ؟ ام ان المصالحة مع الشعب بالانفتاح عليه وعلى مكوناته وطوائفه , بدون تهميش واقصاء , بل بالتصالح والاعتراف بالاخطاء التي ارتكبت ضده , جوراً وظلماً وحرماً , وابتعاد قادة البلاد عن الشعب بكل مكوناته واطيافه  , والآن تاتي مرحلة  اعادة الثقة  بهذه العلاقة بالتصالح , وانهاء العزلة والقطيعة من جانب  النواب او الوزراء , والعودة الى  احضان محافظتهم التي انتخبتوا منها  , بالزيارة وتفقد احوال محافظتهم , وهذا ينسحب عن النواب والوزراء من الطائفة السنية , مثلاً  كم نائب او وزير زار محافظة الانبار ؟  , وهي تمر في محنة خطيرة , وكذلك ينسحب الحال الى  النواب او الوزراء الطائفة الشيعية , كم نائب او وزير تفقد احوال المحافظات الجنوبية ؟ . لذا فان الواجب والمسؤولية على هؤلاء القادة ان يتصالحوا مع محافظاتهم اولاً  , بعودة العلاقة الوثيقة مع من انتخبهم واختارهم  , وكسر قيود  الجمود والعزلة والاهمال , هذه اولى شروط المصالحة . ام ان المصالحة والتصالح  مع القتلة والمجرمين من ( داعش والبعث )  والعفو والتسماح عنهم   وطي  صفحة  اجرامهم السوداء   ؟ . ام ان المصالحة الوطنية المنشودة , هي التصالح بين الاحزاب الدينية الطائفية , التي تولت مقاليد الحكم في العراق , وتنكرت لمصالح العراق , من اجل مصالحها الضيقة , والخلاف والصراع الناشب بينها على توزيع الغنائم والحصص الطائفية  ؟ ام يعني بالمصالحة الوطنية بالسماح بالتواجد الايراني - السعودي , وتفاهم بينهما عل تقسيم وتوزيع العراق بين الطرفين ؟ ام ان المصالحة الوطنية , تعني الضرورة القصوى , على تصالح المليشيات الطائفية المسلحة , وعقد هدنة سلام بينهم  ؟ ولكن مهما تكون فان وجودها على الساحة العراقية , يشكل خنجر مسموم في خصر الدولة العراقية . ام ان المصالحة الوطنية تعني غض الطرف والسكوت , على النهب الشرس لاموال الشعب , بالعفو وتبرئة الفاسدين والسراق واللصوص والحرامية , واعتبار الفساد المالي , احد ابواب المصالحة الوطنية , من اجل اتمام عقد صفقة المصالحة الوطنية . ام ان المصالحة الوطنية , يعني تقاسم السلطة حسب التوزيع الطائفي , البعيد عن الروح الوطنية والعراقية , وشطب الاصلاح الوطني , خشية الاحراج بعدم تلبية دعوة المصالحة الوطنية , يعني بقى غول الحرمان والظلم والاجحاف يلوك شرائح واسعة وكبيرة  من الشعب . . ان ماهية المصالحة الوطنية , تعني العمل الدؤوب على تقارب وتلاحم مكونات الشعب وطوائفه , بالاعتماد على المعايير الوطنية النزيهة , في المواقف والتعامل في ادارة شؤون العراق تحت سارية الوطن . يعني حل النزعات والخلافات وفق القانون والدستور , وفق مصالح الوطن بسواسية كل العراقيين تجاه القانون وفي الحقوق , وانهاء الصراع الطائفي , ومحاربة ابواب  الفساد المالي , وشحذ العواطف والمشاعر بالوطنية , لمواجهة تنظيم داعش الارهابي . عداها يعني استمرار الانقسام الطائفي وتكريس الصراع السياسي  بالازمات والمشاكل التي تنحر الوطن




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=54461
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16