فى مشهد تاريخي فريد وناذر..جاء حدث جريمة الأحساء التى إرتكبتها تلك العصابة الباغية، وأدت لمقتل عدد من المواطنين الأبرياء بقرية الدالوه بالأحساء.. الذين نحتسبهم عند الله من الشهداء الأبرار..جاء حدث هذه الجريمة ليثبت لكل الحاقدين والموتورين الطائفيين، مايتمتع به أبناء هذا الوطن العزيزمن أصالة وقوة ومنعة، فى عمق ومتانة وحدته وعلاقته ولحمتة الوطنية، التى تجمعه وتربطه
بمختلف مكوناته ونسيجه التنوعي.. الإجتماعي والمناطقي والقبلي والطائفي منذ الأزل تاريخا وحاضرا، بعيدا عن تلك الأصوات النكرة التى لم ترعوي ولم تتعظ من دروس الآخرين.
أقول جاء هذا الحدث المأساوي ليؤكد لنا جميعا قيادة وشعبا، اجتماعنا على قلب رجل واحد في التصدي للعدوالمشترك، الذى يريد النيل من هذا الوطن وأبنائه وزعزعت إستقراره وتخريب مكتسباته ومنجزاته، وبث سموم ونزعات التفرق
وإثارة الفتن الطائفية بين مختلف فئاته ومكوناته، وقد تجسد ذلك فى التعاضد والتلاحم والحشد الجماهيري الكبيرالذى شارك فى التشييع، وأظهرعمق هذا الترابط والتلاحم بين مختلف مكوناته.
وإننا فى الوقت الذى نتقدم فيه بالتعزية..وببالغ الأسى والأسف لذوي وأهالي
المغدورين المفجوعين بهذا المصاب الجلل، لندعوا الله العلي القديربأن يلهمهم الصبروالسلوان، وأن يتغمد شهدائهم بشآبيب رحمته ورضوانه ويسكنهم فسيح جنانه.
كمالايفوتنا فى الوقت ذاته بأن ننهوه بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل المسؤلين
فى الدولة، ممثلة بوزارة الداخلية ورجال الأمن البواسل، الذين أبلوا بلاءا حسنا بحيث تمكنوامن محاصرة الجناة واحتواء أركان الجريمة الإرهابية..وإلقاء القبض على مجموعة من منفذيها وملاحقة الفارين منهم، وذلك فى فترة قياسية نافذة وحاسمة أحاطت بجميع أركان هذا العمل الإرهابي..ونحمد الله تعالى فى هذا الصدد بأن الجريمة لم تسجل ضد مجهول..كما يحدث فى كثيرمن الدول، وهي لاشك خطوة رائعة وجبارة ومتقدمة، نقدم لأصحابها وسام الشرف والتقدير والإجلال، والتى يسجلها أبناء الوطن جميعا..للقوات الأمنية تقديرا وعرفانا بهذا الإنجازفى سبيل وطنهم ومواطنيهم، والتى لايسعنا من خلالها أيضا إﻻ أن نهنئ أهالى المغدورين وأبناء هذا الوطن الغالي..وجميع من ساهم وشارك فى تحقيق هذا الإنجاز الرائع والسريع والحاسم، والذى كان له كبيرالأثر كبيرالأثرفى نفوس وقلوب الجميع، خاصة لاحتواء تداعيات الجريمة، وإشاعة عوامل الإطمئنان والهدوء واستتباب الأمن فى ربوع أرجاء الوطن.
وأعتقد أخيرا..أنه رغم هذه الإيجابيات التى برزت خلال هذا الحدث الإرهابي، علينا مواصلة العمل وبذل الجهد للتصدي لجميع الأعمال والممارسات الخارجة عن القانون، وضروة اليقظة والحذرلاتخاذ كافة التدابيروالإحتياطات الإستباقية الأمنية اللازمة، فى كافة مرافقنا العامة والخاصة، وتزويدها بالعناصروالوسائل الرقابية البشرية والفنية منها، وفى مختلف الظروف والأوقات لتحقيق المزيد من الإهتمام بقضايانا الأمنية.
وفى المجال العام علينا تكريس مزيد من الجهود، لمحاربة التطرف والنهج التكفيري ونبذ العنف وإثارة القلاقل والنزعات الطائفية بين مختلف شرائح وأطياف المجتمع، كما أنه على الجهات المعنية بالرقابة الإعلامية ضرورة تكثيف رقابتها على المنابرالإعلامية بمختلف وسائلها، وخاصة عبر سن القوانين الإلزامية والتغريمية، لمعاقبة المخالفين ومنع المتطرفين عن قيامهم بأعمال التعبئة والشحن المذهبي والطائفي..والتى هي لاريب من أهم المسوغات البارزة فى صناعة وإنتاج هذه الأحداث الدامية التى تشهدها منطقتتا العربية.
|