حقيقة أصبح سر حزب الدعوة مشاع, وبعد أن كان حزب الدعوة يردد, لو كان أصبعي بعثي لقطعنه, تفاجئ بعودة الأصابع المقطوعة, لتمسك بمفتاح أمان سره .
أنها الديمقراطية المنشودة, أربع سنوات وسوف نعمل على تصحيح المسار, هكذا كان قادة حزب الدعوة يظنون, ولكن الفخامة خاضع لرؤى أعداء الدعوة, وغارق في أحلامه السرمدية, فاتحا كلتي ذراعيه, للترحيب بأفكار البعث الدكتاتورية, تصوير مزعوم بثياب القائد الأوحد, ومختار عصر في مخيلة حنان البعث, وأنشودة يا حوم أتبع لو جرينة, بدأت أول أنتفاخات الفخامة بهواء لا طعم له ولا رائحة.
بدء ناقوس الخطر يدق في أذهان قادة الدعوة, وخاصة بعد الأربع سنوات الثانية لفخامته, فبعضهم بلع الشفرة وسكت, والبعض الأخر نصب نفسه فخامة حسب موقعه, وترك الدعوة حلفائها, لعلمهم إن ما تقوم به الدعوة وفي ظرف محرج, يعد استهانة بدماء الأبرياء, والدمار الذي خلفه فخامتهم لأربع سنوات خلت, ورؤيا واقعية لأربع سنوات قادمة, قد تؤدي تصرفات الفخامة فيها إلى ضياع البلد.
أنتفخ فخامته ولكن بهواء غير نقي, فساد هنا وهناك, وأمان منعدم راح ضحيته الآلاف من الأبرياء, وسجون في وسط بغداد أصبحت بدون فائدة, لأنها كلما أزداد ساكنيها يسمح لهم بالخروج لصفقة سياسية, حتى حزب الفخامة لم يسلم, ففخامته يحتاج إلى من ينفخ بأذنه ليزداد فخامة, وحزبه يحاول التقليل من ذلك الهواء النتن, فأسس فخامته حزب النسابة تحت إطار الدعوة.
تلقى الفخامة أول صدمة, حيث وجد نفسه بلا ولاية ثالثة, وان الهواء الذي في داخله, لا يستطيع حمله إلى عبور القمم الشامخة, فأصبح يتخبط كتخبط البالون المثقوب بالجدران, ولكنه وجد ثقبا صغيرا صنعته له الجدران, لكي يخرج منه دون أن يخدشها, فإذا بأنفاس الفخامة تنفخ ببالون مثقوب, فرأى حزب الدعوة, إن فخامته لا يصح أن يصبح أمينا لسره بعد اليوم, فكرسي الأمانة لا يتسع لفخامة النائب. |