علي رشم .. او .. علوش ، كما يحلو للشعراء اقرانه ان ينادوه بمحبة ، شاعر ، بعمر الحلم ، من منطقة مسحوقة ، ولِد يتنفس الشعر ، و كتبه الشعر في سن مبكرة ، لم يقرأ لأراذل المنبوذين من شعراء الطاغية كعبد الرزاق عبد الواحد ، والذي وصف قبل ايام ابناء شعبه بالهمج .. ونكأ جراحهم بوصفهم لا يمتّّون للبشر بصلة ، بل قرأ لشعراء حقيقيين ، اكتووا بنار الوطن ، قرأ لعريان ، وكاظم الكاطع ، وشعراء شباب آخرين ، شاركوه المحنة ، محنة المفخخات ، وقذائف الهاون ، والكواتم والعبوات الناسفة ، لم يقرأ لشاعر ٍ يسكن بفنادق الخمسة نجوم في عمان وتركيا ، ويقف كالمتفرّج على آلام الوطن ، بل قرأ وجع الشعر عند اقرانه شعراء المحنة ، شعراء الالم ، شركاء الوطن المنهوب من سياسيين سرّاق ، وحين ضاقت الكلمة عن استيعاب مشاعره ، وضاقت مديات القصيدة بما رحبت .. حمل بندقيته مع شعراء شباب آخرين ، ووقف بوسامته امام بشاعة العدو ، وشهامته وروحه النقية امام الموت ، ليدافع عن العراق .
كان هو ورفاقه يقاتلون بجيوب خاوية ، ولا يملكون اجرة العودة الى بيوتهم ، وتركوا خلفهم عوائل تأن من العوز والفاقة .
كان علي ، يرقد في احد مستشفيات الحلة مخضبا بدمائه الطاهرة ، والحمد لله انه كان فاقدا للوعي ، ولم ير وصف عبد الرزاق عبد الواحد له ولأبناء وطنه ، حين وصفهم بلقائه مع مجلة الزمن العمانية بالهمج ، ولا يمتّون للبشر بصلة (هل ظل انسان في العراق كبشر الا الذين يقاومون وهم الثوار ، أما البقية الذي لم يغادروا فليسوا من البشرية في شيء ، البشر غادروها وبقي الهمج ) .
تصوّر يا علي .. اي شعب واناس طيبين هم اهلنا ، لا يريدون ان يصدّقوا ما قاله عبد الرزاق ، ويبحثون له عن تبرير ، لأنه ذات يوم كتب قصيدة عن الامام الحسين (ع) ، وفات هؤلاء الطيبين ، انه ازداد شهرة بقصيدته ، وهي لم تضف للحسين شيئا ، فهو الحسين ..
دعني اقبّل يدك يا علي رشم ، واعفّر بها جبيني ، فأنت اطهر منهم جميعا ، وانت من سيكتب تأريخ العراق الجديد ، لن يكتبه .. حثالات البعث ، ولا مرتزقي الكلمة ، (بسطالك ) يا علي .. اشرف من كل تأريخ عبد الرزاق عبد الواحد . |