• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ويبقى العيد مؤجلاً .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

ويبقى العيد مؤجلاً

قال الإمام (ع): (ليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن أمن الوعيد)، العيد عودة الى المفاهيم الراقية، وكلمة العيد في اللغة، مأخوذة من العَود, وكل سنة يعود ذلك اليوم، لا بساعاته وأكله وشربه؛ إنما بالمعاني المختزنة في ذلك اليوم المبارك.
العيد مصداق الجماعة والعلاقات الإنسانية، وصلاته تمثل أكبر تجمع جماهيري للمسلمين, تستثمرالفرصة لطرح المفاهيم التي تحتاجها الأمة, ويبحث كل أنسان عن القبول المجتمعي الإنساني.
يتسارع الناس قبل العيد لتوفير أدوات الفرح والبهجة، من الملابس الجديدة والحلويات والهدايا المتنوعة, يجهزون شفاههم للإبتسامات وخدودهم للتقبيل وقلوبهم للفرح، وتعودنا أن نجتمع بالتهاني ونسيان الأحزان والخلافات.
في ذلك اليوم السعيد لا نستطيع أن نبعد كثيراً عن ما نمرّ به، من مأسي يومية عند المسلمين والعراقيين خاصة, من فقدان الأمن والقتل والإغتيال والتشرد والإحتلال الفكري والفقر والأمية وسوء الخدمات، ودماء تسيل كل يوم وكارثة النازحون، وألاف الأطفال مشردون بلا ملابس جديدة ولا مأوى ولا أمان؟!
تمتزج أفراحنا بأحزاننا في كل الأوقات, نبحث عن حلول لها حتى في أعز ساعات فرحنا, نشعر أننا بحاجة الى من يرفع الحيف عنا ونفرح في عيد بعيد عن التنكيد والتعقيد والمشاكل المزمنة, ونقول متى تسترخي الضمائر من تلك الأفكار والأفعال التي أطاحت بسعادتنا؟!
الرسول الكريم (عليه وعلى أله افضل الصلاة والسلام )، كان يتطيب ويلبس أحسن ثيابه في العيد، ونحن نكرر القول : عيد بأيّ حال عدت يا عِيدُ؟!, نلقي كلماتنا والحزن مفروض علينا, نستصرخ الضمائر الحية بإشاعة البهجة في يوم العيد ويبقى نموذج الحياة الطبيعية؛ في تواد الناس وتواصلهم وتبادلهم الزيارات والأفراح.
نطلب من الضمائر الميتة أن تعود الى رشدها، وتستثمر العيد بالعودة الى الحياة الإنسانية المبنية، على التعاون والتواد والتكافل والإنسجام بين مكونات المجتمعات, ومِن الّذين تقع عليهم مسؤوليات المجتمع، أن تكون أيام الأعياد للعبرة والإعتبار في بقية أيامهم.
أعمال يوم العيد خير مقدمات ليوم الوعيد, وفيه نتبادل الزيارات والأفراح ونرسم الأبتسامات على الشفاه ونسيان الخلافات, على أن لا يقتصر التطبيق بشكل عُرف نتناوله كل عام, وإنما مسار لمراجعة النفوس, ونذكر بمشكلاتنا المعقدة, وهذا اليوم الذي تجتمع فيه القلوب أن تجتمع على المودة والرحمة والإنسانية والإخلاص في العمل، ولا ننسى أن هنالك أمهات مفجوعات وشباب وشيوخ نذروا أنفسهم للدفاع عن مقدسات هذا الوطن، ويبقى العيد مؤجلاً الى أن ننتصر لحقوقنا وتعود أرضنا المغتصبة، ونطرد أولئك المنحرفون المنحطون من بلادنا.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15