• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل السبب امريكا ام الشعوب .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

هل السبب امريكا ام الشعوب

 
لا شك ان الولايات المتحدة ساعدت بعض الشعوب وانقذتها من بين انياب وحوش مفترسة من انظمة دكتاتورية واستبدادية وظلامية الا ان هذه الشعوب لم تفرح بهذا الانقاذ لم تحقق الهدف الذي كانت تتمناه  فعادت الى  بحور الفوضى والعنف والفساد والتناحر العشائري بل كثير ما عادت تبكي حظها العاثر وحتى تتمنى الايام الماضية
فهذه افغانستان والعراق وليبيا  وشعوب اخرى والتي اطلق عليها شعوب الربيع العربي
في حين هناك شعوب اخرى انقذتها امريكا من انظمة الدكتاتورية والنازية والفاشية والتخلف لكن هذه الشعوب استفادت من قوة امريكا  وثروة امريكا ومعرفة امريكا واستطاعت ان تطور نفسها ووطنها في مجالات الحياة الانسانية والعلمية فاقت امريكا في بعضها واستطاعت ان تبني  بلدان متطورة متقدمة وشعوب حرة ديمقراطية مثل اليابان المانيا دول عديدة اخرى وحتى  امارات الخليج والجزيرة منطقة صحراوية  امية قبلية  صحيح ان امريكا لم تغير في بنية الخليج والجزيرة الاجتماعية لكنها بدلت في بنيتها الاقتصادية وهذا هو السبب الذي جعل هذه المنطقة مصدر ومنبع عنف وفساد وارهاب ولكن خارج منطقتها وللاسف نرى امريكا وظفته لصالحها مقابل حماية عروش هذه العوائل
يا ترى ما هو السبب في هذه الحالة هل امريكا ام الشعوب
فالولايات المتحدة انتشلت هذه الشعوب من بحور العبودية والظلام والاستبداد ورمتهم فجأة وبدون مقدمات في بحر الحرية والديمقراطية والقيم الانسانية
فالانسان العربي عاش محتل عقله مقيدة كلمته يقول غير ما يفعل وما في قلبه غير ما في لسانه خائف ومجامل على حساب كرامته  وحريته لا يخضع الا للعبودية للطاغية الواحد لمن يذله ويحتقره
 وفجأة قامت امريكا بتحريره وقالت له انطلق انت حر للاسف انطلق بقيم العبودية والظلام والاستبداد وهكذا عمت الفوضى فقيم العبودية والاستبداد  احتقار الاخر اهانة الاخر انا وحدي في الجنة والاخرين جميعا في النار  انا السيد وغيري العبيد  لي الحياة ولغيري الموت
لهذا ان  شعوب هذه المنطقة شعوب متخلفة لا تستقر الا اذا سادت الاعراف والقيم العشائرية اي حكم العوائل وهذا ما حدث في الخليج والجزيرة واعتقد نظام الامارات العربية نظام  يمكن ان ينجح في العراق يعني تقسيم العراق الى مشيخات ولكل مشيخة شيخها
لا شك ان هذه القيم ملائمة جدا لنظام الاستبداد والعبودية ويمكن ان تستقر الامور ظاهريا وهذا ما كان يحدث في زمن صدام القذافي وغيرهم من الطغاة والمستبدين
لكن هذه القيم في حالة الحرية والديمقراطية يعني سيادة الفوضى الارهاب العنف الفساد الاداري والمالي
من هذا يمكننا القول ان امريكا في نقل العراقيين من بحر الاستبداد والعبودية الى الحرية صحيح انها انقذته من نيران العبودية لكنها رمته في بحر الحرية وبما ان الشعب العراقي غير مهيأ للعوم في بحر الديمقراطية الحرية التعددية يعني انها عملت على قتله غرقا بدلا من قتله حرقا  كما يقوم شخص بانقاذ شخص من النار فيرميه في وسط البحر رغم انه لا يعرف العوم
السؤال هل ان امريكا لا تعرف هذه الحقيقة ام تعرفها فان كانت تعرفها فتلك مصيبة وان كانت لا تعرفها فالمصيبة اعظم
لا ننكر ان دوافع امريكا ليس حبا بهذه الشعوب وانما حبا مصالحها الخاصة ولو تمعنا في الامر لاتضح لنا ان بناء العراق الحر الموحد الديمقراطي التعددي  يصب في مصلحة امريكا اولا لهذا عليها ان تعمل المستحيل من اجل تحقيق ذلك
ومن الطبيعي لا يمكن تحقيق ذلك الا اذا جعلت العراق ولاية من ولاياتها وتستمر في حكم العراق لمدة مائة عام اكثر وبناء قواعد عسكرية   وفي نفس الوقت تشجيع العراقيين على الزواج بالامريكيات وتشجيع العراقيات بالزواج من الامريكين وربما ينشأ جيل جديد لا صلة له بقيم الصحراء وببدوها جيل يعتز بكرامته بانسانيته بحريته
ومع ذلك اني اشكك بنتائج هذه التجربة لان ما نراه هو الاف الشباب والشابات الذين ولدوا في امريكا واوربا  الان تركوا اوربا وامريكا وتوجهوا الى  جهاد النكاح وقطع الرؤوس مع داعش بل هناك طبيبة في اوربا تركت الطب  وانتمت الى داعش لتعلم عناصر داعش كيفية  ذبح البشر وقطع رؤوسهم وهناك مغنية تخلت عن الغناء وانضمت الى صفوف داعش من اجل جهاد النكاح والذهاب الى الجنة بل ان نصف نساء جهاد النكاح  مع داعش فرنسيات
ياترى كيف الحل لا حل
كثير ما نرغب ونتمنى حاكم عادل صادق امين لينقذنا لكن هذا لم يحدث لكننا لم نكف عن التمني والانتظار   فقلنا سيأتي عندما يزداد الظلم والاستبداد ويسود الشر والفساد حتى اصبحنا من اكثر شعوب العالم صبرا على الذل والظلام والظلم
ومع ذلك لم يأت
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51847
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16