اتلتمسين جرحاً خلف ذاكرتي
وتحتضنين قلباً فار كالتنور ..
يحرق خبزه اليومي تحت الشمس ..
يهبط سعره في السوق ..
لا عرضٌ ..
ولا ثمنُ.
خليجٌ جف كالصحراء ساحله ..
وارضٌ ..
زفها التابوت سرّح شعرها الكفنُ.
بما حملته ايدينا ..
نناديها ..
ونحرث أرضنا عاماً ..
وبعد العام ننتظر المواسم علها تأتي ..
بخير الأرض بالنبت ..
نجوع ..
ويتعب البدنُ.
نلّوح كالصغار ..
وكاليتامى ..
ونبكي او نغني حيثما شاؤوا ..
وشاء الحزن ... والشجنُ.
لهم فيها ...
ومنها ..
كل ماحلموا ..
وزورا تشهد الانباء والاخبار والمدنُ.
لهم اجسادنا ..
بنك الدماء الحي ..
بئر النفط ..
مزرعة الدواجن ..
كل ما في الارض او فوق السحاب ..
ودورة الارحام ..
والاموال ..
ماجادت به الاحداث والفتنُ.
لهم أبناءنا ..
ارواحنا ما كان يفتتنُ.
ونحن بها ..
شراعٌ ..
مزقته الريح ..
والايام ..
والنكبات والمحنُ.
لنا احلامنا الاخرى ..
عذاباتٌ ..
يُرى من خلفها التاريخ مطرقة ..
يئن بحملها الوسنُ.
وايامٌ مفخخةٌ ..
يصول الموت فيها صولة الفرسان ..
ينمو فوقها الدمنُ.
لنا أبناؤنا يبكون جوعى ..
دونما مأوى ..
نهود نسائنا ذبلت ..
ومات القلب فيها ...
واختفى اللبنُ.
تعالي ..
مدي بالاحلام قافيتي ..
وسدي منفذ الترهات ..
أسئلتي ..
فقد تعبت ملائكة من التنزيل ..
فرّت من ضفاف النهر ..
من جلبابها عدنُ.
وعادت شهوة التعليب في التابوت ..
تمسك دفة الموت المعد لطائر ..
في الاسر يذبح بين اخوته ..
وينسى صوته الوطنُ.
تعالي ...
واحضني المذبوح في الطرقات ..
لا اهلٌ ..
ولا سكنُ.
قرابينٌ ...
تُزّف لعرسها الوطني ..
في تكريت تغفو تحت سطح الماء مقبرة ..
فيمسي النهر حيا بعد ان دُفِنوا.
تعالي ....
واندبي المغدور في بادوش كي يحى به الوثنُ.
عراقي انا ..
والشمس تحرقني ..
ولي في كل منعطفٍ ..
بغايا من بقايا الطحلب الهمجي ..
راياتٌ ..
وامزجةُ تلوك الذل ..
ينكح ارضها العفنُ.
تعالي ...
واكتبي للطف اسماءً ..
تواصل زحفها في رحلة الميلاد ..
حتى حار من ترحالها الزمنُ.
عراقي انا ...
والنار من حولي ..
ولي لهبٌ فراتي الجناح كطائرٍ ..
في النور يسبح ثم يقترنُ.
ولي نَفسٌ جنوبي الملامح ..
يقتفي اثر الحسين كثورةٍ تمتد في ارض السواد..
وعادة الميناء ان ترنو الى شطآنه السفنُ.
تعالي ..
لمي اشلائي ..
واشيائي ..
ولا تبكي ..
وقولي للمدى رغم الجراح ..
بانني الابن الذي قد باعه الوطنُ. |