حالة من التفاؤل تسود الأوساط السياسية الدوّلية والإقليمية والداخلية , للتحالف الدوّلي الذي أعلن عن تشكيله الرئيس الأمريكي أوباما بالتحالف مع الاتحاد الأوربي , وهذا التفاؤل قد انعكس على كافة الأطراف الإقليمية والداخلية في العراق , خصوصا تلك الأطراف التي وقفت مع السياسات التي انتهجها الحاكم المدني السابق في العراق بول بريمر , الذي وضع مبدأ المحاصصات الطائفية والقومية كأساس للحكم , وسنّ قانون اجتثاث البعث وحل الجيش العراقي السابق , وفتح حدود العراق لوحوش القاعدة لتنشر الخراب والدمار والقتل في العراق حتى هذه اللحظة , فهذه الأوساط تعتبر هذا التحالف الدوّلي مدخلا لتصحيح العلاقة المتصدّعة مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة رئيس الوزراء نوري المالكي , وكأنّ القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في عدم منح الولايات المتحدّة الأمريكية لقواعد عسكرية ثابتة لها في العراق وعدم منح جنوده الحصانة التي أرادتها الولايات المتحدّة , ومطالبتها بالسيادة الكاملة غير المنقوصة , قد أساء لهذه العلاقة وتسبب بتصدّعها , متناسين أن الولايات النتحدة الأمريكية لم تكن يوما صادقة في وعودها مع الحكومة العراقية ولا وفية لالتزامتها التي ابرمتها مع الدولة العراقية , فهل يريد هؤلاء المتفائلون أن يكون العراق كأسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ؟ , فلهؤلاء جميعا أقول لا تذهبوا بعيدا بتفاؤلكم , فالمتغيرات القادمة ستحمل معها الكثير من المفاجئات .